في موضوع العلاقة مع الشعوب العربية وخاصة الخليجية – د عبد الرحيم كتانة
تعج مواقع التواصل الاجتماعي هذه الايام بفيديوهات لمواطنين ,صحفيين,ممثلين من بعض الدول العربية وخاصة الخليجية , تهاجم الفلسطينيين وسياساتهم وقضيتهم وحتى الثوابت التي اتفق العرب حولها..وتظهر علينا مسلسلات على الفضائيات الخليجية تروج للتطبيع مع العدو الصهيوني اسندت بطولاتها لنجوم خليجيين من امثال حياة الفهد التي فاجأتنا منذ اسابيع بموقفها العنصري عندما طالبت بطرد الوافدين الى الكويت ورميهم في الصحراء على اعتبار انهم يجلبوا الوباء للكويتيين …فمن اين جاء هذا الموقف الحاقد وما هي خلفيات المواقف التطبيعية التي تقوم بها بعض الانظمة الخليجية (ما عدا الكويت )؟؟
لنتتبع الموضوع منذ البداية ولنتفق على المبدأ الذي يقول “رحم الله امرء عرف قدر نفسه ” و ” اللي بيته من زجاج ما يرمي عالناس حجار “:
ابتدأت معرفتي بالشباب الخليجي سنة 1972 ,من خلال طلاب كويتيين وبحرانيين كانوا زملاء دراسة ..وانتمى الطلاب البحرينيون الى الجبهة الشعبية لتحرير البحرين وقد لمست انتماءهم الوطني والقومي ودفاعهم عن قضايا الامة وعداءهم للامبريالية والصهيونية …وقد كنا واياهم نعرف اصطفاف انظمتهم الرجعية في معظم دول الخليج الى جانب الامبريالية الامريكية …وكنا نعرف ان انظمتهم تغدق الاموال على ثورتنا الفلسطينية وكنا نشعر ان هذه الاموال انما هي لافساد الثوار …
ثانيا: كنا شهود عيان على التبرعات التي كانت تجمعها الشعوب الخليجية اثناء الانتفاضات الفلسطينية في الداخل الفلسطينية وشاهدنا بام اعيننا كيف يقوم المواطن السعودي بسحب كل ما في جيبه ويضعها في سلة التبرعات المقدمة للشعب الفلسطيني , وكنا شهود على التبرعات التي يجمعها الكويتيون لصالح الشعب الفلسطيني (بمعزل عن حكوماتهم )وقد رأيت منظر اميرة كويتية تخلع عقدا ثمينا جدا عن رقبتها وتضعه في صندوق التبرعات للفلسطينيين …
ثالثا: وكنا شهود ايضا مع ابناء الخليج على فساد الكثيرين من قياداتنا الذين كانوا يتصرفون بهذه الاموال وكأنها ملكية خاصة فيسافرون على الدرجة الممتازة ويقيمون في افخر الفنادق ويركبون افخم السيارات ويقطنون في ارقى الفلل والقصور في كل العواصم العربية واخيرا في رام الله بعد اوسلو …كان المواطن الخليجي يراقب اللقاءت الحميمة التي يمارسها المسؤولون الفلسطينيون مع القادة الصهاينة والزيارات المتبادلة والقيام بواجب العزاء للقيادات الصهيونية والدعوة لزيارة المحتل ,مما شجع الانظمة الخليجية وغيرها للقيام باللقاءات التطبيعية على اعلى المستويات مع القادة الصهاينة في مسقط والدوحة والمنامة والرياض ودبي, ولسان حالهم يقول لن نكون ملكيين اكثر من الملك او نحن نقبل ما يقبل به الفلسطينيون …وبما اننا كنا اول المطبعين فلا يحق لنا لوم الاشقاء على لحاقهم بركبنا …
رابعا :لاحظنا تهجم الكثير من الفلسطينيين على الدول الخليجية حكومات وشعوب على ارضية رفضنا للتطبيع ولم نفرق بين الشعب هناك وبين الانظمة ,فثارت ثائرة المواطن الخليجي ,,فهو من جهة يشاهد ما تقوم به قيادة الشعب الفلسطيني من تطبيع علني وعقد لقاءات وصفقات سياسية واعلامية واقتصادية ابتداء باوسلو وباريس الاقتصادي واللقاءت الحميمية مع قيادات العدو , ومن جهة اخرى لا يقبل ان يوجه هذا الفلسطيني الشتائم لدولته ويتهمها بالتطبيع وتهاجم نظامه بينما يوغل نظامك بالتطبيع ..
خامسا “خلاصة الكلام وحتى لا نطيله,لا يجوز ان تهاجم الخلايجة وتتهمهم بالتطبيع وانت ,كفلسطيني تمارسه ليل نهار وعلى رؤوس الاشهاد …فهو ايضا يخاف من قمع انظمته ان جاملك بالشتائم لنظامه …
فقط عندما تنظف بيتك من التطبيع والاعتراف والفساد تستطيع ان تطلب من اشقاءك ان يقفوا الى جانبك …
كتبت منذ سنة ونسيت نشرها في حينه.