توفيق زياد ليس مجرد صورة تعلق على جدار في بلدية الناصرة – نضال حمد
توفيق زياد ليس مجرد صورة تعلق على جدار في بلدية الناصرة
توفيق زياد صوت شعب صرخ منذ النكبة وبعدها النكسة أناديكم وأشد على اياديكم.
ولم يكتف بالصرخة بل مارس العمل النضالي قولا وفعلا وقاد الجماهير الفلسطينية العربية في فلسطين المحتلة سنة 1948 وصنع اجيالا من الشباب والشابات الملتزمين بفلسطين العربية بالرغم من قمع الاحتلال وبطشه وعنصريته وظلاميته.
حتى نحن في مخيمات لبنان وسورية والاردن وفي الشتات، نحن جيل الاطفال والاشبال ثم الشباب والفدائيين الذين قاتلوا في لبنان دفاعا عن عروبته وصدوا هجمات وغزوات الصهاينة، وصانوا وحموا الثورة الفلسطنية والقضية تتلمذنا وطنيا على اشعار توفيق زياد ومحمود درويش وسميح القاسم وراشد حسين ومعين بسيسو وغيرهم من شعراء فلسطين المحتلة في تلك الحقبة من الزمن.
كانت قصيدة اناديكم التي انشدها الفنان اللبناني احمد قعبور وكتبها الشاعر والسياسي المخضرم والرائد، القائد الشعبي والجماهيري توفيق زياد، تجعل من كل واحد قنبلة موقوتة وعملية استشهادية. كنا نقاتل في بيروت المحاصرة ومخيمات لبنان وقلعة الشقيف والجنوب اللبناني وجبله وساحله على وقع اناديكم. وكانت كلمات توفيق زياد تعلو فوق صوت آلة البطش والدمار الصهيونية الامريكية.
المبدع الشهيد غسان كنفاني هو الذي اكتشف هؤلاء الابطال الشعراء وقدمهم لنا وللعالمين العربي والاجنبي. ومنذ ذلك الوقت صارت قصائدهم اناديكم وسجل انا عربي و الله اصبح لاجئا يا سيدي وكفر قاسم وانا يا أخي شعاراتنا واناشيدنا ومولد طاقاتنا.
أن تقوم يا سيد علي سلام وأنت رئيس بلدية الناصرة الحالي، بنزع صورة توفيق زياد من مكتب بلدية الناصرة هذه جريمة لا تغتفر. جريمة بحق فلسطين وبحق التاريخ والنضال الوطني المشرف لشعب توفيق زياد.
تستطيع ان تنزع صورة توفيق زياد من بلدية الناصرة لكنك بالتأكيد لا ولن تستطيع نزع وجوده من قلوب الفلسطينيين، ولا صرخته (اناديكم) من حناجر ملايين الفلسطينيين والعرب واحرار العالم.
اناديكم واشد على اياديكم …
* نضال حمد
اوسلو في 29-6-2014