حسن الخلق والادب والثقافة ميزة محببة وصفة محمودة – أبو شادي شريدة
إنما الامم الاخلاق ما بقيت.
فإن همو ذهبت اخلاقهم ذهبوا.
حسن الخلق والأدب والثقافة ميزة محببة وصفة محمودة ومطلوبة في بيتك وعملك وفي كل مكان تتواجد به يا اخي وصديقي المقيم على ارض لبنان معشوقنا سواءاً كنت مواطناً او مقيماً. حسن الخلق والتخلي بالاخلاق الحميدة مطلوب منك وانت في مكتبك الرسمي او الخاص تتعامل مع المراجعين من ابناء بلدك او اللاجئين المقيمين بصفة مؤقتة على هذه الارض الطيبة الجميلة. هذا واجبك الرسمي والانساني والاخلاقي. المراجع من حقه ان تقوم بمساعدته (لا اقول بخدمته لان هذا يعتبر من الكبار ان يخدم الموظف المراجعين).
حسن الخلق واللياقة واللباقة في التصرف مطلوبة منك يا اخي وصديقي في لبنان وانت تتحرك في المدينة لشراء حاجيات البيت او التعامل مع البنوك او الوقوف في طوابير طويلة للحصول على بنزين بثلاثين الف ل ل حسن الخلق والهدوء وضبط الاعصاب مفروض عليك في هذه الحالة حتى له صرخ في وجهك الموظف الاسيوي او اخ انا من جنسية عربية نحبها والا فانك تعود خالي الوفاض بخزان سيارة فارغ وبالعند. وعلناً. وروح اعمل اللي بدك اياه.
ضبط الاعصاب وحسن الخلق مطلوب منك وانت تقف امام بائع الخضار يستهزئ منك. طول وعرض وبس بدك تشتري كيلو. واذا كان الكيلو ب ٥٠٠٠ ل ل نظر اليك وبدت ملامحك غريبة عنه لم يعتد رؤيتك كثيراً يقول لك الكيلو ب ٨٠٠٠ ل ل. واذا لم تشتر قد تتعرض الى الاستهزاء.
حسن الخلق وضبط الاعصاب مطلوب منك وانت تتجول في شوارع المدينة تقود سيارتك. هذا يطحش عليك وذاك يغلق طريقك ليعبر هو وثالث في أقصى الشمال وعندما تفتح الاشارة ينعطف الى اقصى اليمين دون استعمال اشارة التنبيه وعلى مرأى ومسمع من شرطي المرور.
الذوق وحسن الخلق والخلق الحميد مطلوب منك وانت تتحرك على خط سيرك ولا تغلق الطريق امام اخ لك في البلد وشريك لك بهذه الطريق.
الاخلاق مطلوبة وانت تركن سيارتك على رصيف اي شارع في المكان المخصص وليس فوق الرصيف لان عند سيارة دفع رباعي ودون ان تعيق حركة المرور ودون ان تخلق ازدحام وانت تتحدث الى سائق اخر ولا تكترث للزمامير الى يصل صداها. ودن ان تترك مسافة كافية لمن يريد المرور حتى يضطر الى غلق مراية السيارة عندك والمجاورة لها عنده. كم مرة ادى هذا الامر الى اشكالات نحن في غنى عنها. وشد اعصاب قد يتطور الى عراك.للاخرين الحق في المرور ومتابعة سيرهم. ابتعد عن الانانية وليكن عندك حسن الخلق وانت في هذا الموقف.
الاخلاق الحميدة وحسن المعاملة والذوق والمظهر الثقافي والحضاري مطلوب منك ايها التاجر او صاحب المصلحة لكسب الزبائن الذي يؤدي الى ازدهار تجارتك وزيادة ارباحك. وارضاء رب العالمين وكسب احترام المجتمع. والسمعة الطيبة التي تبقى بعد رحيلك.
اذا اتبعت اسلوب السباب والشتائم وسوء الخلق والبعد عن كل ما هو ثقافي فإنك قد تكسب المال الذي الى زوال ولا قيمة له اذا خسرت احترام الناس لك. عندها تخسر نفسك وسمعتك وثقافتك واحترام المجتمع لك. اينما تذهب بشار اليك بالسفالة وطول اللسان والتخلف. عندها لن تجد من يحترمك او يمد يد العون لك اذا احتجت الى المساعدة. وكلنا يوماً ما لا بد ان نحتاج الى مساعدة الاخرين. لا يحترمك احد ولن ينظر اليك احد بعين التقدير ( ما حد رح يعبرك).
بهذه التصرفات تجد نفسك وحيداً حتى داخل اسرتك. لا ينفعك المال ولا يجعل منك شخصية لها احترامها لا في المجتمع ولا في اسرتك.
المال زائل والدنيا غرورة ولكنها زائلة. ماذا تترك لاخرتك من سمعة اذا تلوثت سمعتك في المجتمع وبين اهلك. تفني عمرك بالعمل ولكن بدون ثقافة وبدون اصدقاء. لا قبول من المجتمع ولا احترام. وتذهب من الدنيا غير مأسوفاً عليك وتطوى صفحتك بعد ساعات من ردم الحفرة بالتراب وفور مغادرة حفنة من الاقارب مرغمة على تشييعك طبقاً للاعراف.
حسن الخلق يبقى في مجتمعك وعائلتك بعد رحيلك. وسوء الخلق والتخلف وطول اللسان يذهب معك الى اخوتك ولكن تبقى سيرته السيئة كلما ذكر اسمك.
تحلى يا اخي بحسن الخلق ومكارم الاخلاق وعامل الناس بخلق حسن كما اوصى به ديننا الحنيف تكون قد ساهمت في اصلاح المجتمع واخرجت لبلدك اسرة على خلق حميد.
أبو شادي شريدة