الرفض والنفط والعمامة – عادل سماره
إنه التطبيع بالبنية التحتية. منذ عقود لم يعد بوسع الكيان التوسع جغرافياً، لجمته المقاومة وليس الأنظمة، فكان الإلتفاف الثلاثي”الإمبريالي والصهيوني والأنظماتي” على هذا بالتوسع الصهيوني في البنية التحتية. لقد كتبت عن هذا منذ ثلاثين عاما، حتى قبل خلق أوسلو التي جعلت المحتل 1967 محطة تبديل تطبيعي في السياسة والثقافة والصادرات الصهيونية… الخ. وهو ما اسميته “إندماج الكيان في الوطن العربي اندماجا مهيمنا/الاندماج المهيمن.
لقد قامت أوسلو بالمطلوب منهها في تطبيع الوطن العربي “خير” قيام.
واليوم يظهر أكثر دور الأنظمة فيما يخص تسييل غاز فلسطين المحتلة إلى لبنان. وهو التفاف مضاد لتوجه لبنان المقاومة لجلب النفط من إيران.
يدل هذا على أن امريكا والكيان لا يمكن أن يُمرران أمراً دون ألغام اضخم منه.
صحيح ان الوطنيين الأردنيين ضد صفقة الغاز مع الكيان، ولكن عملياً لم يتم قطعها . وها هي اليوم تتحول إلى حقن صهيوني للبنان.
كل هذا رفضاً لما قام به صاحب العمامة السوداء بجلب النفط من إيران. إن ما يحصل هو توريط سوريا في تمرير وتربيح الكيان من نفط فلسطين المحتلة.
سوريا ليست سبب أزمة لبنان، بل لبنان جزء من ازمة سوريا. ولذا، على سوريا وقف هذه الكارثة.
وإذا كان ذلك سيقود لانفجار شعبي في لبنان فليكن ضد المتسببين في أزمة لبنان. اي ليقم الفقراء ضد حكامهم الطائفيين الذين سرقول البلد ويتحكمون تقاسميا بكل شيء. دعونا نرى ماذا تقول مجموعات 17 تشرين والأنجزة في هذا!!!
إن مبادرة النفط الإيراني تقدم البديل الحقيقي والذي على اللبنانيين التمسك به. صحيح أن العمامة لم تقل هذا، ولكنها واضحة في ما قالت، بل وأكثر، إن طريقة التوزيع هي شكل من اشكال تطبيق موديل: “التنمية بالحماية الشعبية” الذي نكتب عنه منذ أربعة عقود.
إن استجرار غاز الكيان هو تخدير للشارع اللبناني كي لا يتخذ أية خطوة جذرية في مواجهة المتسببين المحليين في تجويعه ومعاناة البرد والحر. إنه تثبيت لما هو قائم.
وعلى الرغم من بؤس النظام العراقي لماذا لا يكون النفط من العراق؟ لماذا التأخير؟ أليس لتمرير مؤامرة حكام الأردن ولبنان ومصر!
إن المعزوفة الخطيرة أو فزاعة انفجار لبنان التي يرددها الإعلام كل يوم هي تمهيد لتمرير صفقة غاز الكيان لحرق لبنان وتطبيع سوريا بعد تدميرها!!!!.
وقد يكون صحيحا قولنا بأن طواغيت المال الطائفيين في لبنان مطمئنين بأن جمهورهم جرى تخديره بالحقنة الطائفية وإطفاء غضبه بخلق قطاع وسيط من خادمي القيادات مرتشين من القيادات ومروجين لثقافة الطائفية السوداء وعبادة قادة الطوائف.
ولذا، يكون الموقف فقط: لا لغاز التطبيع، لا لتطبيع البنية التحتية في اي مجال. إن وصول الغاز بهذه الطريقة سوف يقود فيما لو حصلت مقاومة له لاحقاً إلى تحريك الشارع ضد المقاومة اي بعد التعوُّد على بعض الرخاء وبالتالي يصبح للتطبيع جمهور شعبي وليس قشرة طواغيت ولصوص فقط.
ملاحظة للمقارنة: العدو الغربي لا يترك مجالاً دون تلغيمه بمصالحه ومصالح الكيان، فهل تتخيلوا مثلاً أنه غادر أفغانستان عسكريا دون ضمان بقاء شركاته في عمق الثروات الأفغانية؟ هل طالبان نظام ثوري تنموي اشتراكي كي يرفض هذا؟ أليس الأمريكي هو الذي خلق القاعدة لاقتلاع محاولة النظام الاشتراكي في كابول بعد اقتلاع الملكية
كنعان-