مقهى أبو دياب العلي الحلقة الرابعة
– إعداد موقع الصفصاف
بالإضافه الى التيارات السياسية المختلفه كان هناك في المخيم وكما ذكرنا في الحلقات السابقة جماعة القوميين العرب والناصريين والقوميين السوريين وكذلك جماعة الحاج أمين الحسيني الهيئة العربية العليا. كما تواجدت جماعة الاخوان المسلمين وعُبّاد الرحمن، حيث كان الأب الروحي للعباد، شيخ من مخيمنا عين الحلوة، هو المرحوم الشيخ ابراهيم غنيم والذي توفي منذ بضعة أشهر عن عمر 95 عاما.
من علماء المخيم نجد أيضاً الشيخ الدكتور فضل عباس والذي انتقل للعيش في الأردن الى أن توفاه الله في عمان. بحسب البعض من أهالي المخيم فإن الشيخ فضل كان ضليعًا بالفقه وذو علم في الدين الحنيف. كما يقال أنه كان عالماً أزهرياً بالرغم من فقدانه نعمة البصر. كما وكان متفوقاً اثناء الدراسة.
ممن انضموا الى فتح منذ بداياتها كان الشهيد أبو فراس “أحمد الاطرش” وقد كان متدينا ملتزماً، ويقال أنه من اوائل قادة حركة فتح. كان وعائلته جيران دار الراحل أبو دياب العلي. ربما كان هناك طرف قرابة جمعتهما. تعرض الشهيد الأطرش للاعتقال والتنكيل من قِبَل جلاوزة المكتب الثاني اللبناني (المخابرات). ثم في وقت لاحق قررت السلطات اللبنانية نفي عائلة الأطرش الى سوريا. حصل ذلك في أواخر عام 1965. استشهد أبو فراس الأطرش في معسكر الهامه السوري التابع لحركة فتح وذلك اثناء قيامه بتدريب بعض العناصر الفدائية على زراعة الألغام. استشهد معه من أبناء مخيم عين الحلوة كل من “عبد الزدحمد” من قرية “النهر” وحسن أبو حديد من بلدة الغابسية. كما وجرح القائد الشهيد أبو علي إياد، حيث فقد إحدى ساقيه وإحدى عينيه. كما استشهد قائد آخر من قادة فتح كان برفقة القائد الشهيد أحمد الاطرش ويعتقد صديقنا دياب العلي أن هذا القائد كان من عائلة حموده.
كان بعض أفراد عائلة الأطرش قبل نفيهم الى سوريا حاضنة الفلسطينيين وقادتهم ومناضليهم على عكس لبنان. كانوا ومنهم القائد الشهيد أبو فراس ووالده وأخاه محمود المعروف بلقب (زياد الاطرش) من قادة فتح في لبنان وكذلك شقيقاه داوود وخالد يسكنون قرب المسلخ و جيران لبيت عائلة كنعان وعائلة الكزلي ومنزل عائلة أبو أحمد خطاب. كانوا من زوار مقهى أبو دياب.
من رواد مقهى أبو دياب كان هناك أحمد الماضي – أبو ماجد وهو من المقاتلين الأشاوس في ثورات فلسطين قبل النكبة، وشكل فريقاً جهاديا كان مختصا باغتيال عملاء الانجليز في فلسطين المحتلة. وكذلك أبو فؤاد هاشم – دياب صقر – عم صديقنا دياب العلي والذي بدوره قال عنه أنه أحد أهم أيقونات المخيم النضالية وهو من بلدة المنشية. لا يغيب عن بالما أيضا ذكر أبو عدنان الخطيب من بلدة الرأس الأحمر وأحمد سليم المغربي. كما ولا ننسى أبو ناصر العنتر والسيد خميس أبو رضا، فقد كانوا من رواد المقهى الدائمين. وعن هاشم دياب وطه حماد وأبو راجح الغضبان قال صديقنا صالح العلي شقيق دياب العلي أنهم بحاجة لحلقات خاصة للتعريف عنهم وعن بطولاتهم وتضحياتهم. فقد كانوا من رواد المقهى وفي يوم من الأيام نفذوا عملية فدائية داخل فلسطين المحتلة. حصل ذلك عام 1965 ووقعوا في الأسر الصهيوني. كان أولائك الأبطال من رواد المقهى وبنفس الوقت من أصدقاء المرحوم أبو دياب. فيا أيها القرا ءويا أهيا الشباب وأيتها الصبايا تذكروا أبو فؤاد هاشم – دياب صقر من المنشيه وأبو الراجح محمود الغضبان من الكويكات وأبو محمد طه حماد من الغابسية. فقد حكم عليهم الصهاينة بالمؤبد. عند صدور الحكم صرخ البطل هاشم الصقر أبو فؤاد في وجه المدعي العسكري الصهيوني قائلا: أتعتقد أيها الحرامي أنك باقٍ في هذه الأرض إلى ما لا نهاية، ستهربون كالجرذان.
قال لي دياب العلي: “في إحدى أمسيات عام 1966 فوجئت بسيارة عسكرية سورية تقف أمام المقهى ويترجل منها الأبطال الثلاثة هاشم دياب صقر وطه حماد ومحمود الغضبان، فركضت نحو والدي أخبره بما رأيت. فقال الوالد: شو يا ولد أنت بتحلم؟.. قلت: تعال يابا وشوف وكانت الفرحة التي لا توصف”.
,اضاف دياب معلقاً بأن والده يومها أغلق المقهى وذهبوا كلهم الى بيت أبو فؤاد – هاشم دياب صقر. ثم فيما بعد شرح الصقر لأبي دياب كيفية إطلاق سراحهم. فعملية التبادل حصلت على اثر اختطاف الفدائيين الفلسطينيين عام 1966 لعسكري صهيوني وإبنة ضابط صهيوني كبير، كانا يستحمان في بحيرة طبريا. على اثر ذلك حصل التبادل وأفرج عن الأبطال الثلاثة”.
يتبع
اعداد موقع الصفصاف – نضال حمد
23-11-2021