الدكتور عصام حجاوي يواصل معركة الحرية
– نضال حمد
يوم أمس فاجأني الدكتور عصام حجاوي بمكالة هاتفية عبر خدمة واتس أب، مكالمة مصورة، وربما مسجلة من قبل الذين يراقبونه ويراقبوننا كلنا نحن النشطاء الفلسطينيين في أوروبا والغرب عموماً. ربما أيضاً يراقبون كل النشطاء الأوروبيين والغربيين المتضامنون مع فلسطين والمناصرون للقضية. ولديهم الآن برنامج “بيغاسوس” التجسسي “الاسرائيلي” فقد يساعدهم كثيرا في التعقب والتجسس والتآمر.
بحسب عادتي القديمة والتي لازالت قائمة فإنني لا أرد على أي مكالمة هاتفية من رقم لا أعرف من هو صاحبه. فلما جاءني الإشعار الهاتفي بوجود اتصال فيديو من رقم بريطاني مجهول، رفضت الرد. لكن خلافاً لعادتي حيث انتابني الشك في انها من أحد الأصدقاء، ولم يخطر ببالي عصام الذي راحت أرقامه السابقة بعد اعتقاله. كتبت الى المتصل أسأله من هو ومن يكون؟ فأجابني: “إفتح الفيديو وسترى من أكون”. قلت له: لا، إنما عليك أولاً أن تقول من أنت ومن بعدها أقرر ماذا أفعل. قال لي: أنا عصام…
والله سعدت وفرحت به إذ لم أسمع صوته ولم أره منذ اعتقلوه قبل نحو سنتين، فقد انقطع الاتصال بيننا منذ اعتقلته المخابرات البريطانية بعدما لفقت تهماً بدعم الجيش الايرلنديّ السريّ المحظور والخ من النفايات المخابراتية البلفورية العفنة.
ضاق البريطانيون ذرعاً بنشاطات الدكتور عصام ونشاطه الدؤوب في حملة مؤية وعد بلفور التي تطالب بإدانة بريطانيا على تآمرها على فلسطين ومنحها عن غير وجه حق للصهاينة. فلفقوا لهم التهم العديدة، ثم نصبوا له فخاً وأعتقلوه وأودعوه السجن مع معتقلين آخرين من جماعة الجيش السري الايرلندي، وهو أصلا لا علاقة له بتلك المجموعة.
يبدو أن المخطط البريطاني “الاسرائيلي” المشترك هدف الى ربط مجموعات المقاطعة الاكاديمية والثقافية والاستثمارية المعروفة بمنظمة “بي دي اس” بالارهاب العالمي. طبعاً من أجل تشويه سمعتها وتبني الرواية الصهيونية فيما يخص هذا الأمر، لأن عمل تلك المجموعات والنشطاء الفلسطينيين والعالميين في أوروبا بات يزعج الصهاينة وصهاينتهم الأوروبيين.
المهم وبعد حديث طويل استمر نحو ساعة وأكيد كان حديثنا مصور ومراقب وتوجد نسخة منه عند المخابرات البريطانية وربما عند شقيقاتها وأشقائها من ولاة أمر الارهاب العالمي. أبلغني الدكتور عصام حجاوي انه خرج من السجن الى الاقامة المنزلية الإجبارية بكفالة تقدر بحوالي ٥٠ الف جنيه استرليني دفعت “كاش” للمحكمة.
بنفس الوقت أراد الدكتور عصام أن يوجه شكره لي ولكل الذين تضامنوا مع قضيته ووقفوا معه في سنتي اعتقاله، وفي نضاله ضد المخابرات البريطانية، التي لفقت له تهماً كاذبة، هي نفسها لم تستطع في المحاكم تقديم ولو دليل واحد عملي ومقنع ضد الدكتور عصام حجاوي. فقد كان للتضامن العالمي مع عصام أثره الايجابي عليه شخصياً في السجن وعلى قضيته في المحاكم.
طبعا لازالت تنتظر الدكتور عصام جلسة محاكمة مفصلية ستبث في أمره وأمر التهم التي وجهت إليه. كما يجب أن يعرف القراء أنه بسبب اعتقاله التعسفي والزج به في السجن واتهامه بالارهاب، خسر حقه في العمل كطبيب وتعرض لجلطة كادت تودي بحياته، حيث تعمد السجانون لساعات في تأجيل طلب سيارة اسعاف. ولولا أنه هو نفسه طبيب وساعد نفسه بنفسه كان يمكن أن يموت في السجن وقبل وصول سيارة الاسعاف. تلك الجلطة سببت له عوارض صحية جانبية خطيرة في القلب خاصة، اضافة لمعاناته مع الديسك ورفض إجراء عملية له إلا بعد مرور أشهر على موعدها.
تحية للدكتور عصان حجاوي في نضاله العادل ضد محاكم التفتيش البريطانية… ولا بد أنه سينتصر… ولا بد أن فلسطين منتصرة فيما الاحتلال الصهيوني، فخر الصناعات الاستعمارية البريطانية الى زوال، تماماً كما زال آرثور بلفور وكل صهاينة بريطانيا الاستعماريين من الوجود.
نضال حمد في 28-12-2021