أحيا فلسطينيو مدينة كراكوف وجوارها الذكرى ال 74 للنكبة الفلسطينية
عند النصب التذكاري لأبي الشعر البولندي الشاعر الكبير آدم ميسكيفتش، أحيا الفلسطينيون وبعض العرب وأنصارهم من البولنديين ذكرى النكبة هذا العام. ففي ساعات بعد الظهر تجمعوا في مركز البلدة القديمة هم وأطفالهم وأعلامهم الفلسطينية التي رفرفت عالياً تحت سماء كراكوف المشمسة.
ألقيت كلمات عديدة في المناسبة منها كلمة الجمعية الثقافية الاجتماعية لفلسطينيي بولندا ألقاها المهندس عمر فارس من قادتها ومؤسسيها. تحدث عن النكبة والاحتلال والجرائم الصهيونية. كما تحدث السيد “أندجي تيخونياك” أحد النشاطين البولنديين المناصرين لفلسطين ورئيس جمعية التبرع بالدم لمشجعي نادي كراكوفيا البولندي. ذكر خلال حديثه رحلته الى فلسطين المحتلة للتضامن مع فلسطين وما شاهده هناك من معاناة في ظل الاحتلال “الاسرائيلي”. كما تطرق الى اغتيال الشهيدة الاعلامية شيرين أبو عاقلة بطلقة قناص صهيوني، والى قمع الشرطة الصهيونية لمشيعيي شيرين في القدس المحتلة.
كذلك تحدثت الطبيبة البولندية الفلسطينية “ألينا باليخليب” وتطرقت في كلمتها الى تاريخ النكبة وتاريخ الاحتلال “الاسرائيلي” جرائمه ضد الشعب الفلسطيني ودعت الى ضرورة مقاطعة دولة الاحتلال الصهيوني في بولندا والعالم. كما تطرقت الى موضوع الجرائم اليومية للاحتلال بحق الفلسطينيين.
هذا وشارك في التجمع التظاهري الكاتب الفلسطيني نضال حمد ممثلاً عن اتحاد الجاليات والمؤسسات الفلسطينية في اوروبا. وتحدث لبعض المواطنين البولنديين من كبار السن بالذات عن النكبة الفلسطينية وطبيعة الصهيونية وعداءها للأرض والانسان … وقال أنها مزيج من الفاشية والارهاب والعنصرية والاستعمار. وأنه مهما بقي الصهاينة في فلسطين بالنهاية سوف يرحلون ويهزمون… وذكر البولنديين خلال الحديث بأنهم أنفسهم بقيوا تحت الاحتلالات حوالي 120 سنة ثم تحرروا. وأضاف أن فلسطين بعد 74 سنة احتلال تتجه نحو التحرير وسحق الاحتلال.
بعد ذلك سار المتظاهرون في السوق القديمة والأماكن التاريخية السياحية واتجوا وهم يرفعون الاعلام الفلسطينية ويلوحون بها ويهتفون ضد الاحتلال الى مقر القنصليات الأجنبية ومنها الأمريكية حيث توقفوا وألقيت كلمات هناك.
شاركت بعض وسائل الإعلام البولندية في تغطية التظاهرة ومنها يومية “غازيتا فيبورتشا” أشهر صحيفة يومية بولندية وأوسعها انتشاراً، التي نشرت تقريرا قصيراً مع بعض الصور عن التظاهرة لم يكن سيئاً كما جرت العادة وكان مقبولاً.
ربما كان للحديث الذي دارهناك بيني وبين الصحافيين تأثيره نوعاً ما عليهم، فقد قلت لهم أنه من المهم أن تنشروا صوراً للتظاهرة فالأهم ماذا ستكتبون مع الصور، وأن لا يكون تقريركم منحازاً الى جانب “اسرائيل” كما جرت عادة الاعلام البولندي ومجلتكم كذلك.
عند مطالعتي مساء السبت الموافق 14 أيار 2022 للتقرير في النسخة الالكترونية للصحيفة قرأت التعليقات ولفتت انتباهي تعليقات عديدة منها مثلا هذا التعليق الغبي والمسموم برأيي:
“أنا شخصياً لست ضد الفلسطينيين، لكني دائماً أطرح على نفسي سؤالاً واحداً: لا يوجد حرف P في اللغة العربية يستخدمه الفلسطينيون. وكونهم شعباً يقطن دولة لا تستطيع كتابة ونطق اسمها الخاص بلد يمثل تحدياً”.
طبعاً هذا المعلق الغبي الذي أراد أن يتذاكى على القراء غاب عن باله أن كلمة فلسطين بالعربية تختلف تماماً عنها باللاتينية وبالبولندية، حيث تبدأ بحرف الفاء وليس بحرف الباء اللاتيني كما بلده “بولندا” وكما “بالستينا” أي فلسطين.
أما معلق بولندي آخر فكتب:
” اليوم بمناسبة العيد الوطني “لإسرائيل”، من الضروري التذكير بالجرائم التي قامت عليها هذه الدولة وكيفية تأسيسها. تحية للفلسطينيين وعليهم أن يناضلوا من أجل أنفسهم وقضيتهم، ولطرد المجرمين “الاسرائيليين” من فلسطين المحتلة”.
الشعب البولندي بطبيعة الحال بسيط، طيب ومتعاطف لكنه يجهل الحقيقة عن فلسطين والصراع مع الصهاينة المحتلين. كما أن أخبار منطقتنا وصراعنا تقدم كما يراها ويريدها الصهاينة الذين يسيطرون على وسائل الاعلام ومفاصل السياسة والاقتصاد في بولندا وأوروبا والغرب.
نضال حمد 15-5-2022