ما الرقم المطلوب من الفلسطينيين بالضبط ؟؟؟ – ناردين دمون – الجزائر
ما الرقم المطلوب من الفلسطينيين بالضبط ؟؟؟ – ناردين دمون – الجزائر
منذ فترة غير وجيزة والشعب الفلسطيني تزداد معاناته وعدد الضحايا في صفوفه في ارتفاع دائم ،كم من شاب فلسطيني اغتيل على يد القوات الصهيونية خلال الأشهر الماضية؟
ربما عشرة أو عشرين !أو أقل أو أكثر لكن أهذا هو المهم حقا في ظل الظروف الحالية التي تمخضت عن ضعف السلطة الفلسطيني وتراخيها وعجزها بسبب اتفاقية أوسو التي فرضت عليها قيودا لا تحصى وحولتها إلى هيئة يراها أغلب الفلسطينيين تخدم الكيان المستدمر أكثر مما تخدم المقاومة والشعب الفلسطيني .
ورفعت القوات الصهيونية وتيرة الاعتداءات على أراضي السلطة الفلسطينية بعد اختطاف ثلاثة شبان من المستوطنين ما أعطى للجيش الصهيوني مبررا كافيا لاعتقال عشرات الشباب من محررين مؤخرا ومن غيرهم بدعوى التحقيق معهم ،كما استشهد آخرون خلال المواجهات التي قوبلت بها حملات التفتيش على المختطفين بطريقة أقل ما يقال عنها أنها غريبة وغير منطقية إذ من غير المنطقي إفراغ آبار وصهاريج مياه بحثا عنهم ولا تحطيم خزانات الأطفال وأسرتهم وقلب المطابخ بحثا عنهم …
فلسطين مقلوبة رأسا على عقب وقوات الاحتلال تدنس الأقصى يوميا وتمنع المصلين من الوصول لأداء شعائرهم الدينية فيه وشباب في عمر الزهور اغتيلوا في بيوتهم ولا أحد تحرك أو احتج …
كل الحكومات العربية مشغولة بمشاكلها الداخلية أو الخارجية دون أن تلتفت لما يحدث في أرض أولى القبلتين ،إنه الصمت المتواطئ الذي يعطي ل(إسرائيل ) حق ممارسة سياسيتها القمعية دون خوف أو وجل …فكل ممارساتها ستمر بلا عقاب أو حساب فحتى هيئة الأمم المتحدة أصبحت لعبة في أيدي حلفاء بني صهيون وحق الفيتو في خدمته كلما استدعت الضرورة ذلك…
عشرات الفلسطينيين القصر تم اعتقالهم وبعضهم عمره أقل من ست سنوات ولا أحد اهتم للأمر أو احتج أو نبّه أن الطفل الفلسطيني يتمتع بنفس الحقوق التي يتمتع بها أطفال العالم أو على الأقل نفس حقوق الطفل الإسرائيلي في المستوطنات المبنية على الأراضي المغتصبة ،وعندما تم اختطاف ثلاثة شباب من جهة غير معروفة سرعان ما انهال الاستنكار والاحتجاج من كل حدب وصوب ،فهؤلاء بشر لديهم حق العيش والتمتع بالحرية ولهم أمهات قلوبهن تحترق على فلذات أكبادهن !
ماذا عن أمهات الأطفال الفلسطينيين المرميين خلف جدران الاعتقال منذ سنوات ألهن قلوب تحترق أم قلوبهن من صوان؟ ثم قلوب ثلاث أمهات مستوطِنات أهم من قلوب مئات الأمهات الفلسطينيات؟هذه قسمة ضيزى ولا شك.
وكيف يتجاهل العالم قتل أطفال عشرات الأطفال وينسى المئات الأسرى المضربين عن الطعام منذ أكثر من ثلاثة أشهر مكتفين بالماء والملح ويركزون على مصير ثلاثة أشخاص وفقط ؟
منذ أيام قليلة عيل صبر سكان القدس وبوادر انتفاضة جديدة بدأت تتشكل والشباب الذي تحمّل ما تنوء الجبال عن حمله بدأ يواجه قوات الاحتلال من جديد بصدور عارية مسلحين بشجاعة أسلافهم وأحجار وطنهم ولا أحد أيضا رفع صوته ليقول لهم :” خوضوا حربكم فنحن معكم والله معكم وجيوشنا معكم …” ،الأدهى من ذلك بروز أصوات عربية متفرقة تشجع القضاء على حركة حماس الفلسطينية ما يدعو للاستغراب وكان حماس من دمّرت العراق وقتلت الآلاف من السوريين وكانت وراء الحرب الأهلية في اليمن …أمن المعقول اعتبار حماس الفلسطينية حركة إرهابية لأنها لم تتخلى عن الكفاح المسلح وتحاول الوقوف في وجه من اغتصب فلسطين ؟
هناك حيث البقاء وحده مقاومة لا تغتفر شباب يغتالون وآخرون يعتقلون ونساء تغتصب ورجال قيّدهم العجز لكن يستمرون ،لا يمر يوم بلا شهيد يرتقي أو شاب يعتقل أو يمرض أو بيت يهدم وسؤال تطرحه عيون الفلسطيني :” كم من شبابنا يجب أن يستشهد كي تتحركوا من أجلنا يا عرب ؟ كم من شخص يجب أن يعتقل كي تتحركي يا هيئة الأمم المتحدة؟ ما الذي يجب على (إسرائيل ) فعله كي تستفز النخوة العربية؟…إلى متى سنظل وحدنا ندافع عن عروس عروبتكم ؟إلى متى؟.”.
بقلم / ناردين دمون