نابلس البطولة والفداء..- تكرم أقمارها الخمس- مي أحمد شهابي
نابلس البطولة والفداء..
تكرم أقمارها الخمس
بقلم مي أحمد شهابي
كان مشهد اقتحام جيش الكيان الصهيوني لمدينة نابلس مشهداً فريداً حيث تدفقت عشرات المدرعات الصهيونية بمرافقة جوية متوجهة إلى قلب مدينة نابلس القديمة والتي لا تتجاوز مساحتها بضعة أمتار لتواجه عشرات الشبان الذين تجمعوا في ساحة المدينة القديمة، بالترافق مع حصار شامل نفذته قوات الكيان لكامل المدينة شاركت به مئات من الجنود برفقة آلياتهم الحربية. وكأنها تخوض حرباً ضد جيش آخر يمتلك نفس الأسلحة. كل هذا في مواجهة بضعة شبان يواجهون قطعان المستوطنين وجنودهم. ثلاثة أيام من الحصار لنابلس سبقه حصار لمدة أسبوعين لمخيم شعفاط بعدما تمكن بطل بمفرده وبمسدس صدئ من مهاجمة جند الحاجز وقتل البعض وجرح آخرين واختفى، ولم تتمكن كل هذه القوات من القبض عليه. وليعود مرة ثانية ليظهر من جديد ويهاجم مجموعة أخرى بنفس المسدس، وظل يطلق النار وهو مصاب حتى لفظ أنفاسه.
هذا ليس مشهداً من أفلام الأكشن. إنه مشهد يعكس الحالة اليومية لرجال فلسطين، شباب فلسطين في عمر الزهور. يُفشلون خطط بني صهيون ويجبرون دولة الكيان لحشد نصف جيشها في الضفة الغربية المحتلة في محاولة لاحتواء نذر انتفاضة لم تشهد الضفة لها مثيلاً. أبطالها شباب في عمر الزهور أحالوا حياة المستوطنين وجند الاحتلال إلى جحيم وكلما استشهد أحدهم تلاه آخرون.
إنه السيل الفلسطيني الذي لم يعد يثق إلا بسواعد أبنائه لكنس هذا الاحتلال الجاثم فوق صدورنا. ويدركون تماماً أن الخلاص منه، له طريق وحيد وهو تحول أي شاب فلسطيني إلى فدائي بكل ماتحمل الكلمة من معنى. وهو ما أنهى أسطورة الجيش الذي لا يقهر.
وهكذا ماحدث في نابلس لم يكن غريباً حيث واجه مجموعة من الشباب وبأسلحة فردية جموع جيش الاحتلال وسقط سبعة أقمار شهداء خلال هذه المواجهات.
ووفاءً وتكريماً من نابلس لأبطالها خرجت برجالها ونسائها وشيوخها وأطفالها لتشيع شهدائها الخمسة في مشهد مهيب ندر أن شهدت نابلس مثله من قبل، مؤكدة بذلك وفائها لشهدائها وقضيتها وإصراراً منها على مواصلة الدرب ..
إنها ثورة أو انتفاضة بكل معنى الكلمة تهز كيان العدو وتنتقل كالشرارة من مدينة إلى أخرى ومن شارع إلى شارع وقودها دماء أبطال وشباب فلسطين مؤكدة سقوط سياسة المهادنة لقوى فقدت حتى مبرر وجودها وتأكيداً على أن المقاومة ووحدها المقاومة وبكل أشكالها هي الضمانة الوحيدة لدحر الاحتلال.
المجد للشهداء والخزي والعار للمتخاذلين