14-12-2022 الذكرى الرابعة لوفاة والدي أبو جمال حمد

أبي لم يودع أحداً ساعة نام ولم ينهض من نومهِ
ربما طارت روحه مع الفراشات
ربما غابت بين الأزهار
ربما صعدت مع الدالية نحو السماء
فهو كان يعشق الدالية
لم يتقبل حقيقة صعودها إلى الأعالي
أبي الذي كان يودعني وداعاً أخيراً كلما غادرت بيتنا
كلما حملت حقيبة السفر ومضيت إلى أوروبا…
كان يقول لي: عندما تعود لن تجدني بإنتظارك.
في داخله كان يعيش اقتراب ساعته ..
أبي
لماذا تركت شجرة التين
و الوردة الأجمل في حياتك وحياتنا
أبي
التين والحنين وكانون الأول الحزين
وألم اللاعودة الى الصفصاف وفلسطين
التعب والنضال وعشرات السنين
انتهوا في قبرٍ ببلدٍ يعادي اللاجئين.
أبي
كان يريد حفرة ينام فيها على سفح جبل الجرمق
نومته الأخيرة.
أبي قبل عودته إلى السماء
كان يحلم بصفصاف الجليل
بجلسةِ تبغ عند المساء
بالزيتون والتين والنخيل
بالفلاحين الفقراء البسطاء
بعودة الى الجليل…
أبي عاد روحاً الى الصفصاف
بعدما واروه الثرى قرب مخيمنا…
أبي خرج من بيتنا ليستقر في قلوبنا.

نضال حمد
١4-١٢–٢٠٢٢