الذكرى الثانية لرحيل صقر صقور فلسطين د عبد الستار قاسم
نعاهدك سنبقى الأوفياء وسنلاحق التُجار والفُجار ولن نعترف بالمسخ الذي أنجبه “سلام الشجعان” ولن نسقط راية الشهداء والفداء والعودة والتحرير.
في مثل هذا اليوم من سنة ٢٠٢١ فقد شعبنا الفلسطيني الأبي أحد أجرأ وأشرس فرسانه الشجعان، د عبد الستار قاسم، الذي وقف منذ اليوم الأول لأوسلة منظمة التحرير الفلسطينية والقضية الوطنية، ضد المستسلمين والمفسدين وضد جماعة غزة وأريحا أولاً، معتبراً ذلك اليوم المشؤوم وهو يوم سقطت قيادة المنظمة وبعض أو غالبية قادة الفصائل في وحل أوسلو ومستنقع المفاوضات والتنسيق الأمني مع العدو، يوم نكبة جديدة على شعب فلسطين.
بجرأة نادرة وبسالة وتحدي وبطولة وقف شامخاً ومتحدياً وصلباً بمواقفه الوطنية المشرفة، فوقف ضد جماعة “سلام الشجعان” الذين تخلوا عن ثوابت شعبنا وامتنا وعن ثقافة تحرير الأرض والإنسان. تلك القيادة التي استسلمت وأقرت بالهزيمة رغم اطلاقها على هزيمتها تسمية “سلام الشجعان”. تلك القيادة التي سلبت شعبنا التمثيل والقرار والشرعية يوم استبدلت الخيول العربية الفلسطينية الأصيلة بالحمير الممتطاة.. تلك التي دمرت في نهاية المطاف القضية الفلسطينية وكل انجازات ثورتنا وشعبنا وتضحياتنا في القرن العشرين وربما على مر الزمان.
للأسف استطاع وباء كورونا اللعين الفتك بالعزيز الأبيّ دكتورنا عبد الستار قاسم وفي النهاية اختطفه الموت لتفقد قضية فلسطين أشرس محامي دفاع عنها في زمن الأوسلة وما بعدها. استطاع فيروس كورونا أن يغتاله مع العلم أن محاولات اغتياله وإحراق سيارته من قبل أجهزة أمن التنسيق الأمني الأوسلوي لم تتمكن من اغتياله في سنة ١٩٩٥.
أعيدكم الى مقالتي عن الحادثة التي نشرت في حينه: “تم إحراق سيارة المحاضر الفلسطيني في جامعة النجاح الوطنية في نابلس (الدكتور عبد الستار قاسم). وصلتني معلومة عن الحادثة المدانة والمستنكرة من زميل في بيت لحم يعمل في الإعلام الفلسطيني الحر والمستقل. كان الزميل المذكور سأل الدكتور قاسم عن الذين يقفون وراء الاعتداء على سيارته وإحراقها مع سبق الإصرار، فكان جوابه إن الذين أطلقوا النار عليه عندما وقّع على بيان العشرين قبل عدة سنوات هم أنفسهم الذين أحرقوا سيارته.. يعني الأوسلويين”.
كان بطلاً نادراً من هذا الزمان وصقراً تهابه الطيور ويهابه أشباه الرجال كما وتهابه أرانب السلام والاستسلام. أتشرف أنني كنت من أصدقائه البعيدين عن أرض فلسطين جسداً والساكنين فيها روحاً.. علاقتنا كانت قوية ومتينة عبر عالم الانترت والمكاتبة والنشر وتبادل الرسائل في البريد الالكتروني والموقف الوطني المشترك الملتزم بإعلاء الصوت وبثقافة العودة والتحرير وفضح المستسلمين. كما أتشرف بأنني وقفت الى جانبه في عز هيمنة وسيطرة قيادة “سلام الشجعان”، يوم حاولوا اغتياله وأطلقوا الرصاص عليه ويوم اعتدوا عليه ويوم احرقوا سيارته .. وقفت بشراسة مدافعاً عنه، علانية وفي وسائل الاعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة.
نحن باقون على العهد يا دكتورنا الحكيم .. عهد محاربة الاستسلام وملاحقة الفساد والإفساد .. عهد الشهداء والبطولات والتضحيات، عهد تحرير فلسطين الكاملة من أولها الى آخرها وعودة كل لاجئي شعبنا الى كل وطننا.. وسوف نبقى لا نعترف بالمسخ الذي أنجبه “سلام الشجعان”.
نضال حمد
١ شباط – فبراير ٢٠٢٣