الشهيد عبد العزيز عبد القادر الموعد – نضال حمد
في مخيم عين الحلوة عند الجميزة الشهيرة عاش البطل الصفوري عبد العزيز عبد القادر موعد طفولته وصباه لغاية التحاقه بالعمل الفدائي، فهجرته الفدائية الى قواعد ومعسكرات الثورة في الأردن، ليصبح مقاتلاً في فتح، يرتدي البدلة العسكرية المرقطة، التي ميزت الفدائيين في ذلك الزمن الثوري الجميل. شرق النهر أي في الأردن تدرب وقاتل واستشهد هناك في مواجهة مع العدو الصهيوني. عاد الى مخيم عين الحلوة في لبنان بكفن وملفوفاً بعلم الوطن… شهيداً شهيداً شهيداً…
كان الشهيد عبد العزيز من اوائل شهداء مخيمات لبنان في الثورة الفلسطينية وفي العمل الفدائي في الأردن وعلى حدوده الطويلة والمديدة مع فلسطين المحتلة. قبله وبعده استشهد فدائيون من مخيمات لبنان، التي قدمت خيرة شبابها وأبطالها للثورة، بالذات بعد هبة نيسان ١٩٦٩، التي تمكنت من تحرير المخيمات الفلسطينية في لبنان من ظلم المكتب الثاني اللبناني، سيء الصيت والسمعة، الذي كان معادياً للفلسطينيين وقامعاً ومضطهداً لهم طوال ٢٠ سنة تقريباً من عمر لجوءهم في لبنان.
يوم استشهد البطل عبد العزيز عبد القادر موعد كان لي من العمر ست سنوات فقط لا غير ولكنني أتذكر جنازته التي خرج فيها مخمينا عن بكرة أبيه ومعه أهالي مدينة صيدا اللبنانية بقيادة المناضل الكبير الشهيد معروف سعد ليشيعوا بطلهم العربي الفلسطيني، ابن صفورية الذي عاد شهيداً… خرجوا ليودعوا الفدائي الشهيد خير وداع إلى جبانة مدينة صيدا.
في ذلك الوقت كان الفدائي مقدساً وتفتح له الأبواب والبيوت والقلوب والجيوب والعيون التي تسهر على حراسته وحمايته ورعايته وراحته. كان الفدائي فدائياً ولم يكن منسقاً أمنياً ولا وقائياً كما حوله الذين سرقوا الثورة وسطوا على القرار وحولوا الثورة الى شركة محدودة… والله لو قام شهداء فلسطين من قبورهم الموزعة في كل الدنيا وعادوا إلى الحياة من جديد وشاهدوا الخيانات بالجملة، لأعادوا حمل أسلحتهم وقاتلوا خونة الأمة وفلسطين. لكان الشهيد عبد العزيز موعد ومعه شقيقه الشهيد محمد عبد القادر الموعد “جيفارا”، وشهداء هبة نيسان وشهداء مخيم عين الحلوة وشهداء كل مخيماتنا وثورتنا، كلهم كانوا سيحملون السلاح ويقاتلون العملاء والخونة والاحتلال.
أعجب كثيراً أن هناك من شعبنا من مازالوا يلهثون وراء قادة المصادفة الذي دمروا الثورة والمخيمات والقضية وحولوا الفدائيين إلى منسقين أمنيين مع الاحتلال. أعرف أن الجوع قاتل لكن كرامة الإنسان أهم من الجوع والركوع.
المجد والخلود للشهيد عبد القادر الموعد الذي قال عنه بسام الموعد: “استشهد عام 1969.. موكب التشييع انطلق من مسجد الجميزة في عين الحلوة مخترقاً الشوارع الرئيسية الى مدينة صيدا على وقع الهتافات التي بحت لها الحناجر والتهبت الأكف، والعرق جرى على الأجساد كالأنهار… سيل بشري مخيف شارك التشيع…”.
المجد للبطل الشهيد عبد العزيز عبد القادر موعد ..
على العهد أوفياء المجد والخلود للشهداء.
نضال حمد
٢٦-٧-٢٠٢٣
موقع الصفصاف – وقفة عز
