حسين منذر الفنان اللبناني بقلب عشق فلسطين
فناننا الراحل العربي اللبناني بقلب وانتماء فلسطينيين، جاء من بعلبك شرق لبنان الى ثورة فلسطين في زمانها اللبناني وبقي وفياً للأمانة وحمل الرسالة، من زمن أشبال الأربيجي وأطفال الحجارة إلى زمن كتiبة جنين وعرين الأsود، حيث أنشد لهما آخر أغانيه قبل وفاته. …
مع رحيل الفنان حسين منذر نتذكر اليوم مؤسس فرقة العاشقين وملحن وموزع أعمالها وموسيقاها الفنان الفلسطيني المقدسي الكبير حسين نازك، الذي رحل عن عالمنا قبل شهور قليلة. فهما من الخالدين الذين جمعتهم فرقة العاشقين على عشق الثورة والكفاح وفلسطين.
ولد حسين منذر أبو علي الفدائي الفنان في بعلبك بلبنان، حيث التاريخ والأعمدة الشاهقة والشاهدة على عراقة المكان.. في بعلبك ربما يدفن فنان فلسطين ولبنان وسوريا والعروبة كلها .. هناك حيث تعلو وترفرف رايات المقاومة والعنفوان، في زمن انتصار مقاومة شعب لبنان على الاحتلال والغزو والعدوان.
هل هناك من جيلي والأكبر والأصغر منه قليلاً من لم يسمع صوته وتلفت انتابهه حنجرته وصدى صوته وهو ينشد لفلسطين، لبيروت، لقلعة الشقيف، للمخيمات، للبنادق للمقاومة لصبرا وشاتيلا ولعز الدين القسام وجمجوم وحجازي والزير ولكل الشهداء والأسرى وللجرحى، فهو الذي أنشد لهم وردة لجريح الثورة.. “للماشيين” فوق الألغام وعلى درب الآلام، للسائرين وأرجلهم مقطوعة في الميادين، للجبهات المرفوعة والأعين المتجهة من الجنوب صوب الجليل والساحل وإلى كل فلسطين…
هكذا كان حسين منذر مُثوراً بصوته الثائر وكلمات أغانيه وأناشيده الهادرة، التي كانت وربما مازالت تحيي الإرادة في المترددين .. إرادة النصر والقتال والتحرير والعودة إلى فلسطين … فشوارع مخيماتنا، مخيماته، كانت ولازالت تعج بالصور، صور وملصقات الشهداء… الشهداء الذين أنشد لهم وعنهم فناننا أبو علي، يوم قال: “شهيدنا تكلم فأنطق الحجر” .. ويوم صدح بالكلمات المقنبلة ” هبت النار والبارود غنى أطلب شباب يا وطن وإتمنى”.. الوطن يطلب ومن حقه علينا نحن شبابه ورجاله وأولاده أن يطلب منا كل ما يريده ومن واجبنا أن نمنحه كل ما يمكننا منحه.
صوت حسين منذر الذي دخل عقولنا وآذاننا ومسامعنا وبيوتنا ودورنا ومدارسنا ومعسكراتنا ومخيماتنا ومواقعنا ومياديننا ومدننا وقرانا وبلداتنا ومنافينا وشتاتنا، لم يدخل فينا وألينا إلا ليبقى حياً مُذكراً مُثوراً وداقاً وقارعاً لأجراس الكفاح والعودة والتحرير.
نموت كلنا يا أبا علي وتبقى فلسطين العروبة فينا، فيما أولادنا وأحفادنا سيواصون حمل البنادق وعنوان الصراع جيلاً بعد جيل. أرواحهم على راحاتهم وكوفياتهم فوق روؤسهم وبنادقهم على أكتافهم وفلسطينهم هي الوجهة التي ما بدلوا عنها تبديلاً.
بقي حسين منذر قائداً لفرقة العاشقين حتى وفاته يوم أمس الأحد الموافق ١٧-٩-٢٠٢٣ وهو يصادف تاريخ أليم لذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا في أيلول ١٩٨٢، عاشه وأنشد له ولضحاياه في المخيمين من الفلسطينيين واللبنانيين وحتى لبعضهم من العرب والأجانب. فالسفاحون قتلوا كل من كان يسكن في المخيمين، معتبرين كل من سكن هناك عدواً لهم وصديقاً للفلسطينيين.
سوف نتذكر حسين منذر مدى العمر لأنه كان جزءاً ملهماً من عمرنا الفلسطيني الثوري، سنتذكره فدائياً بعلبكياً، لبنانياً بقلب فلسطيني وروح عربية أصيلة، مثلما أتذكر البعلبكي الآخر ر فيقي وصديقي الشهيد محمد علي -أبو الفداء- ” مرافق الشهيد القائد طلعت يعقوب” الذي استشهد أمامي وخلال إصابتنا معاً بقذيفة دبابة ميركفاه صهيونية غازية، ذلك على مدخل مخيمي صبرا وشاتيلا من جهة المدينة الرياضية… استشهد أبو الفداء أيضاً في يوم السابع عشر من أيلول ثاني أيام مجزرة صبرا وشاتيلا سنة ١٩٨٢. فيما توفي حسين منذر يوم 17 ايلول 2023.
المجد والخلود للبعلبكيين اللبنانيين العربيين الفلسطينيين، الفدائيين الراحلين حسين منذر ومحمد علي… نحن على عهد الشهدا وإما فلسطين وإما النار جيلاً بعد جيل.
نضال حمد
17-9-2023