من أين جئتم بكل هؤلاء وأولائك؟
عن سفارات وممثليات وبعثات ومكاتب فلسطين في العالم … الحلقة الأولى – نضال حمد – موقع الصفصاف – وقفة عز
في كثيرين منهم-ن نخجل كونهم-ن فلسطينيين وفلسطينييات وليس فقط سفراء وسفيرات وممثلون وممثلات.. بالنسبة للتمثيل علينا وعلى الآخرين الاعتراف بأن هناك منهم ومنهن من يمثلون أدوارهم ويمثلن أدوارهن بكل احترافية ولصوصية وانحطاط ودونية…
ألم أقل لكم في مقالات سابقة على مر الثلاثون سنة الماضية، إنهم نتاج مدرسة الفساد والإفساد والدمار الشامل والتخريب المتعمد من قبل مدرسة لصوص الوطن والمنفى والثورة والفكرة، لصوص القرار والخيار والوحدة الوطنية وما يسمى الشرعية. إنها مدرسة للذين إرتضوا أن يكونوا عبيداً لرأس المال ولو أن التكلفة رأس شعب فلسطين.
أقول كلامي هذا وأنا على يقين تام وقناعة مؤكدة بأن هناك منهم ومنهن صالحون وصالحات، وطنيون ووطنيات، استثناءات وإن كانت بنسبة منخفضة، يعني قلة قليلة جداً منهم ومنهن من الشرفاء والشريفات، فيما الغالبية الساحقة معطوبون ومعطوبات فكرياً ووطنياً وتجار وتاجرات ومنتفعون ومنتفعات وعابرون وعابرات في مسيرة الكفاح والنضال.
السفراء والممثلون والمبعوثون ورؤساء البعثات حكاياتهم متشابهة والذين صنعوهم متشابهون، من مدرسة الخراب والإفساد الواحدة، مدرسة الثورة التي بحث قادتها عن الاستعراضات وحب الذات وعن ألقاب ومراكز ولو كانت وهمية وبلا أساس… عن سلطة وشرطة وسجاد أحمر و”مطايا السلطان” ولقب فخامة الرئيس وسعادة الوزير وأيضاً سعادة السفير والخ… مقابل ذلك منحوا الأرض والصلاحيات والسيادة والأمن والحدود وكل شيء مهم للعدو، للاحتلال، مقابل فتات ووهم وبطاقات “ويب” للحركة، ثم سرقات بالجملة وفاحشة بلا حدود وجرائم لا تتوقف.. ألم يقل الذين سبقونا وألم نقل في كتاباتنا إن العدو فنان في صناعة كل ذلك واشتهر بصناعة العملاء والجواسيس والخونة؟؟؟..
يجب أن نعترف بأن القرود والسعادين تسلقت شجرة الثورة واستولت على رؤوسها وقادتها، يعني قادتنا في فترة ما وفي مرحلة كنا فيها مستهبلين وساذجين ووحدويين بدون حدود…
قرود وسعادين قادت الثورة إلى الهزيمة تلو الهزيمة وكل هزيمة كانوا يحولونها انتصاراً وكان السحيجة يرقصون ويطبلون ويزمرون ويهللون وينشدون للقائد الملهم، الذي لا يخسر ولا يهزم ولا يحاسب حتى ولو سقط في حضن العدو …
الاتفاقيات الانهزامية الاستسلامية وهي الأخطر في تاريخ القضية، والتي وقعتها بإسمنا ودون سؤالنا وأخذ رأينا، تلك التي تسمى القيادة الشرعية أي القيادة الأوسلوية الفلسطينية، جلبت لنا عاراً ما بعده عار اسمه السلطة الفلسطينية، طفلة لقيطة، ولدت بدون حب وبدون زواج شرعي، في لحظة مضاجعة بين زاني وزانية، بائعة هوى وباعة قضية، فجلبت لكم ولنا ولشعبنا جمهورية موز اسمها السلطة الفلسطينية، للحكم الذاتي المحدود، بصلاحيات أي بلدية أو رابطة من روابط القرى في الضفة الغربية. كانت ثورة وصارت تسمى سلطة، كانت منظمة وصارت تسمى عصابة، كانت حركة ولم تعد قادرة على الحركة، شلوها تماماً.. وهذا هو المطلوب.
كل ذلك مقابل التخلي عن فلسطين والعودة والمقاومة والانتفاضة ومنظمة التحرير الفلسطينية والميثاق الوطني، مع الاعتراف بالاحتلال وحقه في أرض فلسطين والتسليم بروايته الصهيونية، مع قبول الاستيطان والمستوطنين وتقسيم الحرم الابراهمي وبعد فترة تقسيم المسجد الأقصى، وبقاء الأسرى والأسيرات في السجون والمعتقلات واللاجئون في اللجوء والمنافي والمخيمات والشتات… والله بيعوض وإلي فات مات.
تلك وهي نفس هذه القيادة المستسلمة في السلطة وقبلها تلك القيادة المتهلفتة والمتفذلكة والمتنفذة في المنظمة هي التي جاءت بالسفراء والسفيرات، جاءت بالبلاوي التي عشنا ولازلنا نعيش معها في بلدان المنافي والشتات حيث هناك جاليات وفلسطينيون وفلسطينيات قصصهم وقصصهن كثيرة ولا تنتهي، سبق وكتبت عدة مرات عن تحربتي مع بعضهم-ن. هم ببساطة نتاج تراكمي وحصيلة تخريب متعمد وممنهج استمر لسنوات، حالات فاسدة ومريضة وليس همها قضية فلسطين. همها رضا الممول والذين يدفعون لها المال، فالمال دينها وديدنها وتوجهها الدائم واستراتيجيتها لا برنامجها المرحلي
صدقوني هم عاشوا مستزلمون وهن أيضاً عشن مستزلمات، يتبعون ويتبعن القائد الحذق والفلتة والهلفوت، القائد الذي أمسك بكل شيء وأهمه عصب الحياة، بالمال ومراكز القرار، القائد الذي ادعى وصدقناه بالرغم من وضوح الكذبة، أنه الشرعي والوحيد وصاحب القرار المستقل والخيار الوطني.
شرعي ووحيد من أين جئتم بها؟
من شرعكم ومن انتخبكم ومن عينكم ومن وكلكم أن تتحدثوا باسم شعبنا وتتنازلوا عن فلسطين للعدو؟؟؟…
أنتم مجموعة من اللصوص الذين احتلوا المنظمة وسطوا عليها واغتصبوها ولازلتم تغتصبونها كما اغتصبتم حركة قدمت آلاف الشهداء في خضم الثورة والكفاح.
تعرفون أنكم لستم شرعيين ولا وحيدين وقت الجد، وأنكم إن تنفستم هواءا طلقاً تفسدونه وتسممونه، فهكذا فعلتم بالمنظمة ثم بالفصائل وأخيراً بفتح، بعدما تخليتم عن الطلقة الأولى وعن ثورة الحجارة وعن الانتفاضة وعن المخيمات بكل ما قدمته من تضحيات.
أنتم بكل وضوح وبساطة تحتلون كيان شعبنا الذي تأسس بالدم والتضحيات، والذي كان مؤسسه الزعيم الراحل أحمد الشقري، الذي تم التآمر عليه وإجباره على تقديم الاستقالة من رئاسة المنظمة ليحل مكانه هلافيت اوسلو. أحمد الشقيري الواعي والمتزن، الخطيب المفوه، السياسي الذكي والقائد الكبير، رفض تقديم استقالته لكم بل قدمها مباشرة إلى شعبه، شعب فلسطين، يعني أنه كان كاشفكم وعارفكم وفاهمكم. أما نحن فللأسف الشديد تأخرنا كثيراً حتى فهمنا كل ذلك واقتنعنا به.
تتبع الحلقة الثانية