“إسرائيل” ستعود مع القطاع 50 سنة للوراء
– نضال حمد في 26-10-2023:
نحيا في هذا الزمان وفي هذه الأيام ونحن نشاهد كل لحظة، ولا توجد مبالغة في قولي هذا (كل لحظة) حيث أننا منذ ٢٠ يوماً نشاهد حملة إبادة وتصفية وحرق وتدمير منظمة للأرض وللإنسان في غزة، إذ حصدت آلة الدمار الصهيونية الأمريكية الغربية حياة أكثر من ٧٠٠٠ مدني فلسطيني بينهم نحو ٣٠٠٠ طفل و٢٠٠٠ امرأة. دمرت مئات آلاف المنازل والمحلات والممتلكات في قطاع غزة وهجرت أكثر من مليون إنسان داخل غزة. استخدمت أسلحة محرمة دولياً مثل الفسفور الأبيض، وصواريخ وقنابل حديثة يبدو أنها ستكون ضمن الأسلحة المحرمة دوليا مستقبلاً وهي أسلحة أمريكية مثل القنابل التي تتسبب في تفحم الجثامين والأخرى التي تتسبب في ذوبان جلد الانسان والخ.
ترافق حملة الابادة المدعومة غربياً بلا تحفظ وبلا رحمة وبشكل مفتوح وعدواني ومفضوح ووقح جداً حملة تشجيع وتأييد وتبريرات وأكاذيب تنشرها الحكومات بالذات في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا وايطاليا وغيرها من الدول الأقل شأناً. تصوروا يوم أمس تقدمت مندوبة الولايات العدوانية الأمريكية بمجلس الأمن الدولي، بمشروع قرار يطلب تفويض المجلس ل “اسرائيل” غزو غزة براً. طبعاً لم يمر القرار بفضل الفيتو الروسي والصيني. لهذا الحد تقف إدارة بايدن ومعها مجموعتها الأوروبية، المعروفة، ممثلة بحكام الدول التي ذكرناها أعلاه، في مواجهة الشعب الفلسطيني والعدوان عليه.
الحملة تترافق أيضاً مع عمليات تشويه متعمدة ومخططة مسبقاً تشنها الحكومات والسياسيون ومعهم وسائل الاعلام التي تقدم الرواية “الاسرائيلية” وحتى تزيد عليها في بعض الأوقات. وسائل الاعلام كلها تقريباً في أوروبا، تشن حملة عدوانية تخدم الدعاية الصهيونية الفاشية العنصرية، تقوم على شيطنة فصائل المقاومة الفلسطينية، عبر التركيز على أكبرها وأقواها أي حركة حماس وتشبيهها بتنظيمي داعش والقاعدة، مع أن كلا التنظيمين المذكورين، داعش والقاعدة هما من فخر نتاج الصناعات المخابراتية الأمريكية و”الاسرائيلية” والغربية.
بكل بساطة أقول نحن أمام حملة إبادة جماعية “اسرائيلية” في غزة تشارك فيها دولاً وحكومات وقوات غربية وتصمت عنها دول العالم ومنها دولاً عربية مستسلمة، تقيم علاقات طبيعية وجيدة مع الاحتلال الصهيوني، مع أنه عدو لفلسطين وكل الأمة العربية. هذا العدو يطبق تهديداته التي كان أطلقها يوم السابع من اكتوبر الجاري وأكد فيها أن “إسرائيل ستعيد القطاع 50 سنة إلى الوراء”. طبعاً لولا الضوء الاخضر الغربي والانحياز الأمريكي ووقوفهم إلى جانبها لما تجرأت دولة الاحتلال اليهودي الصهيوني على ارتكاب جرائم الحرب التي بلغت فقد خلال أقل من عشرين يوماً نحو ٧٠٠ مجزرة في غزة.