الصفصاف حيّة مع أهلها وستعود عربيّة فلسطينيّة … 76 سنة على المجزرة.
نضال حمد – مدير موقع الصفصاف – وقفة عز:
في مثل هذا اليوم روى أهل الصفصاف تراب بلدتهم بالدم وقاتلوا حتى آخر رمق وآخر رصاصة ..ثم سقطت البلدة وارتكب العدو المذبحة وسقط الشهداء بالغدر والارهاب، حيث تم تجميع الأبرياء من المدنيين ورميهم بالرصاص حتى الموت. ثم عندما وجدوا أن هناك جرحى لم يمتوا ولازالوا ينزفون ويئنون قاموا بالإجهاز عليهم أمام أعين الطفلة آنذاك والعمة الراحلة فيما بعد، زهيا قاسم حمد – أم غازي حمد-.. فقد قاموا بالاجهاز على والدها المصاب بجراح وعلى شحص آخر كان جريحاً بالقرب منه، قتلوهما أمام أعنيها وكانت يومها تبلغ من العمر سنوات قليلة. أدلت لي ولموقع الصفصاف – وقفة عز بشهادتها في تسجيل مصور سنة 2007.
المرحوم أبو كامل يونس الناجي من مذبحة البلدة روى في شهادات عديدة كيف تم قتل السكان واطلاق الرصاص عليهم. كان أبي كامل أصيب هو وإبن عم له ونجيا فيما بعد واستطاعا الوصول إلى لبنان، حيث تلقيا العلاج في مستشفياته واستقرا مع آل يونس وأهل الصفصاف في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
كان أبي كامل يونس شاهداً على مجزرة لم يعترف بها الصهاينة إلا قبل سنوات عديدة فقط، بعد أن كتبت عنها وكشفتها للجمهور الاحتلالي الاستيطاني الاستعماري “الاسرائيلي” باحثة يهودية “اسرائيلية”، نشرت بحتها في جريدة هآرتس. كنت كتبت عنه في حينه ونشرته هنا في المجموعة وفي موقع الصفصاف، لأن كثير مما جاءت به في البحث كنا نشرناه في موقعنا نقلاً عن شهادات كبار الصفصاف، الذين عاشوا المجزرة بكل تفاصيلها.
هذه فقط بعض المشاهد من نكبة شعبنا ومجزرة بلدتنا التي تتكرر وبشك أكثر قساوة وفظاعة وبشاعة في فلسطين المحتلة بقطاع غزة وفي جنوبي لبنان، حيث تدور مواجهات عنيفة بين الحق والباطل. هذا الجنوب الذي احتضن الفلسطينيين ومنهم أهل الصفصاف منذ النكبة سنة 1948 لازال يقاوم ويقدم كل شيء لأجل فلسطين. وهناك في بنت جبيل وعلى اطرافها وبجوارها عند حدود فلسطين تدور المعارك المشرفة.. وتذكرني ببندقية والدي المرحوم (أبو جمال حمد) التي حملها معه من الصفصاف إلى لبنان، ولما ضاقت به السبل اضطر لدفنها تحت سلسلة ترابية في بنت جبيل. ربما لازالت هناك تنتظرنا لتعود معنا ومع رجال الله في الميادين إلى الصفصاف والى كل فلسطين.
الصفصاف لازالت على عهد فلسطين وتقدم الشهداء ولن يكون آخرهم الشهيد الشاب الياس رائف حوراني الذي قضى قبل أيام على طريق القدس وطُوفانها؟..
إلياس قضى شهيداً على حدود فلسطين والجليل، على أرض الجنوب اللبناني شقيق الشمال الفلسطيني. ويا لها من شهادة عظيمة تليق بفلسطين.
ليكن استشهاد إلياس عبرة لبعض الشباب في مخيم عين الحلوة، وليسلكوا نفس طريقه بدلاً من التقاتل البشع فيما بينهم وكأنهم قبائل متناحرة من زمن الجاهلية.
أيها الشباب هذا هو طريق فلسطين والكفاح ولا توجد طرق أخرى للشهادة لمن يطلبها لأجل الله ولأجل تحرير فلسطين.
على عهد فلسطين الكاملة…
على عهد الصفصاف وكل شهداء البلدة من 1948 حتى هذا اليوم.
المجد للشهداء وعلينا الوفاء.
نضال حمد
28.10.2024
موقع الصفصاف – وقفة عِزْ