الحرب الإعلامية الصهيونية المترافقة مع الفصول الإجرامية الدامية – أكرم عبيد
من فمك أدينك
الحرب الإعلامية الصهيونية المترافقة مع الفصول الإجرامية الدامية – بقلم : أكرم عبيد
في مقولة لكبير المجرمين الصهاينة ديفيد بن غوريون أول رئيس وزراء لسلطات الاحتلال الصهيوني قي الثاني والعشرين من كانون الأول عام 1948 ” إنني أثق انه يتوجب أن تكون لدينا صحافة ناقدة لكن دون أن نعطي للعدو أي معلومة وعلينا كذلك أن لا نساهم في بث الرعب والفزع بين أوساط جمهورنا “
نعم بهذه الطريقة تفكر سلطات الاحتلال الصهيوني ومن اجل هذا تفرض المزيد من الرقابة العسكرية على الصحفيين في الحروب العدوانية التي تشنها على شعبنا الفلسطيني بشكل وعلى شرفاء الأمة بشكل عام
وانطلاقا من هذه القاعدة قالت الكاتبة الصهيونية ميري أيزين في صحيفة هارتس ” في اسرائيل هوس قومي في كل ما يتعلق بالإعلام والدعاية وفي كل حرب تتوجه شبكات البث الإسرائيلية للمحللين في مجال الدعاية والإعلام مع السؤال المتكرر .. ما الذي يتوجب علينا فعله لتحسين صورة اسرائيل على الصعيد الدولي وما يقصدونه فعلا من هذا القول ” كيف يمكن البرهنة للجميع إننا محقون في الحرب , وهم مخطئون , وعموما أن الجميع يكرهوننا وإنهم في واقع الأمر لا ساميون .
نعم هذه هي الاسطوانة المشروخة التي يصعدون رأس العالم بها لإقناعه بمظلوميتهم وكل حروبهم العدوانية على العرب والفلسطينيين والمجازر والمذابح الجماعية لا تتجاوز حقهم بالدفاع عن النفس .
لذلك فان سلطات الاحتلال الصهيوني تولي وسائل الإعلام أهمية خاصة في حروبها العدوانية لتقوم بدورها المعتاد كما يخطط لها لحشد الرأي العالم الداخلي والغربي خلف السياسية العدوانية في سياق إستراتيجية إعلامية تنفذها مختلف الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة الصهيونية هذه الوسائل التي تملكها كيانات إعلامية كبرى واسعة الانتشار سواء في الكيان الصهيوني أو في الدول الغربية بتوجيه من ا اللوبي الصهيوني في الغرب .
ولم تكن الهجمة الإعلامية الصهيونية المبرمجة والمخططة بشكل مسبق إلا نموذجا لهذه الحرب الإعلامية الشرسة والموجهة بشكل دقيق والمترافقة مع الفصول الإجرامية الدامية التي استهدفت البشر والشجر والحجر باسم ” الجرف الصامت ” بحجة الرد على الصواريخ الفلسطينية وتدمير منصاتها وكل ما يتعلق بالبنى التحتية للأجنحة العسكرية الفدائية الضاربة وعندا فشلت قي تحقيق أهدافها العسكرية بالقصف الجوي المتواصل تحولت الاستهداف البنى التحتية والمجتمعية الفلسطينية من منازل ومساجد ورياض أطفال ومدارس ومشافي لتشبع غريزتها الاجرامية المتعطشة لدماء الأطفال والشيوخ والنساء في فصول إجرامية متواصلة في ظل صمت وتواطؤ السلطة الفلسطينية أولاً والأنظمة العربية المتصهينة والغربية المنحازة للعدوان بقيادة الإدارة الأمريكية التي تصور هذه المجازر الجماعية وتبررها بحجة الدفاع عن النفس في مواجهة الصواريخ الفلسطينية وكأن الفلسطينيون هم من فتح بوابة الحرب وليس مجرمي الحرب الصهاينة
وبالرغم من شراسة العدوان والمجازر التي تجاوز عدد ضحاياها أكثر من ألف وسبعمائة شهيد وتسعة ألاف جريح بعد أكثر من خمسة وعشرين يوما من العدوان والطغيان الصهيوني صمد الشعب الفلسطيني وقواه المقاومة وفرضت معادلة جديدة على الأرض للمقاومة التي أبدعت نظرية الرعب في مواجهة نظرية الردع الصهيوني وردت الصاع صاعين بعدما استهدفت الصواريخ الفلسطينية العمق الصهيوني بأهدافه الإستراتيجية التي أفقدت مجرمي الحرب الصهاينة وقطعانهم الاستيطانية توازنهم وأرعبتهم وأصبحت تتعامل مع العدوان الند بالند مما فرض على رئيس وزراء الاحتلال الطلب من واشنطن ووزير خارجيتها التدخل لوقف إطلاق النار لكن المقاومة أكدت أن أي مبادرة لم تأخذ شروط المقاومة بعين الاعتبار لا مجال للتعاطي معها مما إربك القيادات الصهيونية ووسائل إعلامهم التي فقدت زمام المبادرة التي أصبحت بشكل عملي تتحكم بها صواريخ المقاومة وحرب الأنفاق والمصداقية الفلسطينية الإعلامية المقاومة التي حطمت جبروت الإمبراطورية الإعلامية الصهيونية العالمية بعد الخسائر الكبيرة في صفوف الجيش الصهيوني الذي انهارت معنويات جنوده بعد خمسة وعشرين يوما من صمود شعبنا وقواه المقاومة في قطاع غزة المحاصر فبدأت تظهر الكثير الأصوات المعارضة للحرب التي حاولت أجهزة الاستخبارات الصهيونية كتمها كما حصل مع رسالة مهمة من رسائل عائلات الجنود الصهاينة التي حاول أصحابها إرسالها للإعلام الصهيوني ومن خلاله لرئيس وزراء العدو نتنياهو وزير الحرب الصهيوني تطالبهم عبر الإعلام بضرورة سحب أبنائهم من جبهات القتال في غزة لعدم وجود هدف معلن ومقنع للتورط بهذه الحرب لكن هذه الأصوات الاحتجاجية كان يحكم عليها سريعا أنها أصوات شاذة رغم تمرد بعض الجنود من أبنائهم في جبهات القتال على قرارات قياداتهم ورفض تنفيذها من قبل بعض الجنود والبعض الأخر كان يفضل إطلاق النار على نفسه والانتحار قبل تنفيذ الأوامر العسكرية في المشاركة بالحرب البرية الفاشلة كما فشل العدوان الجوي قبلها .
وتجاوزت مرحلة الإحباط والفشل الجمهور الصهيوني إلى دوائر صنع القرار بالرغم من محاولات سلطات الاحتلال الصهيوني ممارسة سياسة التضليل اليائسة البائسة لكن بعض المعلقون الصهاينة كان يرصد مظاهر الفشل والهزيمة وخيبة الأمل للعدوان الصهيوني على قطاع غزة وفي مقدمتهم يوأف ليمور المعلق العسكري لصحيفة ” يسرائيل هيوم ” أوسع و الصحف الصهيونية انتشارا في الكيان الصهيوني الذي أشار بشكل واضح وصريح لسقوط عدد كبير من القتلى والجرحى بين صفوف جنود الجيش الصهيوني الذي أثار حالة من الإحباط والفشل لدى دوائر صنع القرار في تل أبيب كما أشارت نفس الصحيفة يوم الأحد الماضي في مقال نشرته قالت فيه بالرغم من قدرات المقاومة الفلسطينية المحدودة والبدائية مقارنة من قدرات ” اسرائيل ” إلا أنها رفضت الانكسار واستجداء وقف إطلاق النار على الرغم من الثمن الكبير والناهض الذي تدفعه .
كما أشار ليمور أن هناك إحباطاً ” إسرائيلياً ” من المبادرة الأمريكية التي قدمها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لأنها تبنت عمليا معظم مطالب المقاومة في غزة وتجاوزت المبادرة المصرية والسلطة الفلسطينية التي ساهمت في صياغتها مؤكداً أن هناك توافقا ” إسرائيلياً مصرياً ” على أن يكون رئيس السلطة الفلسطينية ضمن أي حل يطرح في غزة بعد انتهاء الحرب وخاصة بعدما عززت اسرائيل التعاون الأمني مع الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية لمنع أي مظاهرات قد تتوسع لتحرك شعبي يصل إلى انتفاضة شعبية ثالثة احتجاجا على الحرب في غزة التي تتعرض لقصف كثيف بآلاف القذائف والصواريخ ليضغط الجمهور الغزاوي على المقاومة لإجبارها على وقف إطلاق النار بالشروط ” الإسرائيلية “
وفي نفس السياق قال الكاتب الصهيوني جدعون ليفي : لقد كان واضحا منذ البداية انه لن يكون بوسع ” اسرائيل ” تحقيق انجازات طويلة المدى من خلال شن الحرب على غزة محذراً في نفس الوقت من تحول الحرب إلى كارثة كبرى وقد تصبح حربا مضللة حيث تبين إن ” اسرائيل ” كذبت على نفسها وعلى حلفائها وضللتهم عندما زعمت أن الحرب بدأت انهالت صواريخ المقاومة على المدن ” الإسرائيلية ” مشيرا إلى أن الخطوات التي أقدمت عليها ” اسرائيل ” في أعقاب خطف المستوطنين الثلاثة هي السبب المباشر للحرب الشاملة على المقاومة بعدما منعت ” اسرائيل ” وصول رواتب الموظفين ورفضها المطلق لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية وإصرارها على مواصلة حصار قطاع غزة واعتبر ليفي أن صواريخ المقاومة التي أصابت المدن الإسرائيلية لم تكن في حقيقة الأمر سوى ردا على السلوك ” الإسرائيلي ” في هذه الحرب التي تتطور أهدافها بين كل مرحلة ومرحلة وشدد على أن ” اسرائيل ” ما زالت تمارس التضليل على العالم من خلال الزعم أن احتلال قطاع غزة انتهى لكن ” اسرائيل ما زالت مسئولة حتى الآن عن تسجيل السكان في القطاع وهي التي حولت قطاع غزة لسجن كبير منذ سنوات تفرض حذرا على صيادية لصيد الأسماك في البحر وتفرض قيودا صارمة على كل أشكال الحركة من القطاع واليه وفي النهاية تساءل السيد ليفي وقال إن كان هذا ليس احتلالا , فكيف يكون الاحتلال ؟؟
ولم يكتفي السيد ليقي بهذا القدر من التوضيحات حول الحب العدوانية على قطاع غزة المحاصر بل تطرق لمسالة مهمة تحاول سلطات الاحتلال الصهيوني تمريرها قي سياق العدوان والفصول الإجرامية الدامية بحق المدنيين الإبراء من خلال الزعم أنها لا تستهدف المدنيين مشيرا إلى أن معظم القتلى غالبيتهم من المدنيين الأبرياء وجزء كبير منهم من الأطفال علاوة على ذلك إجبار وتشريد أكثر من مائة وخمسين ألف فلسطيني على مغادرة منازلهم ووصف هذه الحالة بالنكتة القاسية كما قال ولم ينسى في نقس السياق من الإشارة إلى تشدد بعض السياسيين قي الغرب وفي مقدمتهم الساسة الأمريكان الذين يتشدقون بحق ” اسرائيل ” في الدفاع عن النفس متجاهلين أكوام الجثث من القتلى المدنين والدمار المريع الذي فجر غضب العالم مما راد في كراهية ” اسرائيل ” في مختلف أرجاء العالم .
نعم لقد انقلب السحر على الساحر الإجرامي الصهيوني في هذه الحرب العدوانية على قطاع غزة المحاصر وفشلت بشكل عملي في تحقيق أهدافها العسكرية والسياسية وأثبتت صمود وصلابة الشعب الفلسطيني وقواه المقاومة رغم الحصار وأكدت للعدو والصديق قبل الشقيق أن الحرب والعدوان على قطاع غزة ليس نزهة ولا مكان للاستجمام الصهيوني لان الثمن سيكون غاليا ولن تستطيع حكومة الاحتلال الصهيوني بقيادة المجرم نتنياهو تحمل تبعاتها لأنها منذ إعلانها كانت ومازالت خاسرة وأول من سيدفع ثمنها حكومته التي ستسقط قريبا وقريبا جدا لان التجمع الصهيوني ولا حلفائه بالعالم سيتفهمونها أو يتحملون أعبائها لان غزة كانت دائما وابدأ بالنسبة لهم كابوس وستبقى الكابوس الأكبر الذي يقض مضاجعهم حتى تصفية كيانهم المغتصب من الوجود وعودة الأمور إلى نصابها كما كانت قبل إعلان كياتهم المصطنع في فلسطين عام 1948 .
الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.