حكايات شارع غزة في اوسلو – الحكاية الرابعة
اليوم الاربعاء وهو اليوم الثامن لخيمة او وقفة التضامن مع شعب فلسطين ونصرة صموده ومقاومته في غزة. الجو ملبد ومتقلب احيانا تمطر واحيانا اخرى تسطع اشعة الشمس مع برودة في الجو تنساب الى جسد الواقفين او الجالسين تحت الخيمة في ظل اعلام فلسطين المرفرفة، حيث تلفت تلك الاعلام والشعارات والصور والملصقات نظر كل عابر للشارع.
الملصق الأول يقول غزة بحاجتنا .. والثاني صورة لاطفال صغار من الجنسين مذعورين من القصف والقتل. والثالث للجنود الصهاينة وهم يعتقلون الفلسطيين ويعصبون اعينهم ويقتادونهم الى المجهول و غياهب السجون. والرابع حمامة بيضاء توجه السير نحو فلسطين.
هنا فلسطين الكاملة بنضال شعبها في الداخل والخارج ..
هنا الاسرى حاضرون معنا دوما وابدا.
وهنا غزة العزة جرح مفتوح لا يندمل ..
الشارع يعج بالرواد نرويجيون واجانب وسياح من جنسيات مختلفة ..
اول الذين تكلمت معهم طالب شاب يدرس العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة مدريد. نصفه طلياني والنصف الآخر اسباني. سألني بالانجليزية عن الخيمة والوقفة وتحدث معي في امر فلسطين حيث كان مطلعا على القضية وعارفا بالعدوان الصهيوني. تناول المنشور الوحيد الموجود باللغة الانجليزية، ولم ياخذ المنشورات باللغة النرويجية، طلب شعارا لاصقا يقول : قاطعوا ( اسرائيل). اعطيته شعارين. بعد حديث قصير قلت له ان لي كتابا مجموعة نصوص وقصص قصيرة مترجما للغة الايطالية وعنوانه ( فحر العصافير الطليقة)…
سألني عن دار النشر في ايطاليا فقلت انها طبعة تجريبية صدرت خارج ايطاليا. ولكن معي هنا نسخة. قبل ان اخرج النسخة من حقيبتي استأذني وقال لي ساذهب واعود بعد دقائق. لم اسأله لماذا. لكنه عاد بعد دقائق، يبدو انه توجه الى حيث الصراف الآلي وعاد ليقدم تبرعا 200 كروانة نرويجية اي ما يعادل حوالي 25 يورو. ناولته الكتاب تصفحه على عجل ثم سألني ان كان بامكانه شراء نسخة منه.
قلت له لا يمكنك ذلك لانني ساهديك هذه النسخة، فهي هدية مني لك. طلب توقيعي على الكتاب ففعلت ذلك واهديته له مع بضع كلمات لازلت اتقنها باللغة الايطالية التي تعلمت القليل منها خلال فترة علاجي بعد اصابتي في مجزرة صبرا وشاتيلا سنة 1982، في مدينة بولونيا الايطالية على نفقة الحزب الشيوعي الايطالي وبلدية المدينة الحمراء.
ذكرني هذا اللقاء مع الشاب الاسباني الايطالي القادم من مدريد لزيارة اوسلو بندوة عن فلسطين كنت شاركت فيها في القسم الذي يدرس فيه في جامعة مدريد قبل 3 او 4 سنوات مع البروفسور المستشرق الاسباني الشهير بدرو مارتينيث. ومع الدكتورة انجيلا دياز المساندة والمؤيدة للشعب الفلسطيني رئيسة القسم في الجامعة. وكذلك برفقة صديقي ورفيقي الرائع جمال حلاوة الذي ترجم لي ولهم من الاسبانية للعربية ومن العربية للاسبانية. حصلت الندوة بغياب الصديق الرائع الآخر ميغيل ( ماجد الدبسي) الذي رافقنا الى هناك ثم اضطر للعودة الى عمله في ذلك اليوم.
ايام التضامن في اوسلو مستمرة والوجوه من كل الجنسيات تتدفق ايضا على الخيمة وتبدي مساندتها ودعمها لشعبنا وقضيته العادلة في مواجهة الصهاينة المحتلين والمعتدين. ولنا موعد مع حكايات أخرى كىثيرة في الايام القادمة.
نضال حمد – مدير موقع الصفصاف – وقفة عِزْ.
حكايات شارع غزة في اوسلو – الحلقة الرابعة