الحكاية التاسعة من شارع غزة في اوسلو – يهود من امريكا مع فلسطين

امرأة مسنة ورجل مسن، بلباس انيق و مظهر ملفت للنظر .. مرا على شارع الملك كارل يوهانس في أوسلو حيث خيمة فلسطين ونصرة غزة. اقتربا من الخيمة حتى صارا في مواجهتي وجها لوجه ..  تقدمت السيدة الوقورة مني وقالت لي أنا يهودية أمريكية .. نحن يهود من أمريكا ولكننا ضد (إسرائيل) ونؤيد قضيتكم.. نحن مع فلسطين والفلسطينيين.

  

تصرف السيدة دل منذ اللحظة الأولى على صدقها أولا لان أي كان لم يقف عائقا في طريقها او كان يعرف انها يهودية أمريكية .. ثانيا هي كانت تمر على الشارع وبالصدفة التقت بنا فحضرت إلينا وتكلمت معنا وكشفت عن هويتها.  وقالت كلاما قويا وجميلا بحق قضيتنا وضد جرائم العدو الصهيوني.

 

السيدة الأمريكية الهوية اليهودية الديانة قامت بالتبرع بمبلغ رمزي من المال وطلبت ان أعطيها شعارات لاصقة مكتوب عليها قاطعوا (إسرائيل) .. أعطيتها الشعارات وبعض الأوراق باللغتين الانجليزية والنرويجية .. قلت لها الأوراق باللغة النرويجية كي تبقى ذكرى من هذه الخيمة في أوسلو.   

 

كما خلال حديث سريع وقصير مع الرجل الذي كان برفقتها وأظن انه زوجها .. قلت له : أنت تعلم يا سيدي اننا نقاتل ضد المشروع الصهيوني الرأسمالي العنصري الاستعماري الإرهابي وليس ضد اليهود.  

 

قال نعم أعرف ذلك ومن اجل هذا نحن معكم وضد الإرهاب الصهيوني في فلسطين.

 

قبل ان يمضيا في سبيلهما قالا لي : استمروا .. نتمنى لكم التوفيق والحرية لفلسطين. 

 

*

 

بعد ذلك بلحظات جاءني متصهين نرويجي من الذين تربوا في بعض الجمعيات الدينية المسيحية المتصهينة التي تؤيد الكيان الصهيوني ظالما ام مظلوما. ذكرني هؤلاء بجورج بوش الاب والابن وريغن وكل صهاينة الإدارة الأمريكية الذين وقفوا ويقفون الآن مع اوباما مع الكيان الصهيوني ويدافعون عنه بكل السبل.

تذكرت الزعيم الراحل هواري بومدين وإخوتنا الجزائريين ومقولتهم الشهيرة: ( الجزائر مع فلسطين ظالمة ام مظلومة)…  نعم نحن بحاجة للكثيرين الذين يطبقون هذه المقولة في زمن انحياز كثيرين للصهاينة بالرغم من أنهم ظالمين وقتلة.  

 

الجمعيات الكنسية المتصهينة تعادي العرب والفلسطينيين والمسلمين .. وتجمع التبرعات وترسل المرتزقة والمساندين للقتال في صفوف الكيان الصهيوني وتشوه حقيقة الأمر عبر مواقعها ووسائل إعلامها وعناصرها المنتشرين في البلد. والذين جلهم من كبار السن.

 

شككت في نظارته  و تصرفاته وقلت بيني وبين نفسي هذا متصهين وصدقت توقعاتي.

 

قلت له هل من خدمة أقدمها لك ؟

 

قال : لا فأنا ضدكم ومع ( إسرائيل)..

 

قلت له ما دمت كذلك فماذا تفعل هنا في خيمة غزة الفلسطينية؟

 

قال لي : أنظر واقرأ ماذا ترفعون من صور وماذا تكتبون ..

 

قلت له انظر وان أردت سأشرح لك لعل الله يشرح لك صدرك ..

 

قال : أنا مع (إسرائيل) ومضى تاركا خلفه عقب سيجارة لوث المكان برائحته النتنة.

هذا نرويجي متصهين والسيدة وزوجها أمريكيان يهوديان، هما مع فلسطين وهو مع الكيان الصهيوني .. لم يبقى لي سوى القول :  لا تهدي من أحببت فأن الله يهدي من يشاء ..

 

نضال حمد مدير موقع الصفصاف – وقفة عز

 

الحكاية التاسعة من شارع غزة في أوسلو – يهود من أمريكا مع فلسطين