مترجم | عباس: رجل الدولة المتقلب
( يهدد بوقف التعاون الأمني مع “إسرائيل”، يعرف ان موشيه (بوغي) يعلون دقيق بقوله ان الفلسطينيين سيتضررون أكثر من “الإسرائيليين” في حال تحقق التهديد؛ وهذا أيضاً ما يقوله له قادة أجهزته الأمنية ولكنه يواصل التهديد ولا ينفذ، ولكن روح القائد تؤتي ثمارها؛ شباب فلسطينيون يلقون بمبادرة شخصية الزجاجات الحارقة وبالجملة تجاه سيارات اليهود، وتشتعل واحدة منها وتصيب أيالا شابيرا، فتحترق وتصارع على حياتها.
ويطلب أيضاً وضع رجال السلطة الفلسطينية على المعابر في قطاع غزة، وفق الاتفاق الذي تم في أعقاب “الجرف الصامد”، وحماس تتلكأ، ولذلك فالدول المانحة لا تنقل الى غزة ما اتفق عليه في القاهرة؛ “الجرف الصامد” أريد منها بالضبط تحقيق هذه النتيجة، وما كان لها ان تصل الى أهداف أخرى (إلا في حال أخطأت “إسرائيل” واحتلت غزة)، ولكن لقد وصلنا الآن نقطة التمييز الدقيقة التي يعرفها الخبراء: أبو مازن ليس حريصاً على تنفيذ نشر رجاله على معابر غزة، ومماطلته تضعف ضغط الدول العربية المانحة على حماس لتوافق على ذلك، العجل لا يريد أن يرضع، كما ان البقرة الممتلئة لا تريد أن ترضعه، والآن فقد دخلنا مرحلة أخرى مركزية.
أبو مازن لم يقدم لمجلس الأمن اقتراح القرار بإقامة فلسطين بشكل منفرد فقط، وإنما سعى إلى التصويت سريعاً، لماذا؟ يقلب ظهر المجن مرة أخرى، هناك احتمال بأن يرفض مجلس الأمن بتركيبته الحالية مقترحه بالتصويت المعتاد، ولكن بعد الأول من يناير ستتغير تركيبة المجلس، وعلى ضوء هذا التغيير سيكون أسهل على الفلسطينيين ان يجدوا أغلبية لمقترحهم؛ الأمر الذي سيضطر الولايات المتحدة الى استخدام الفيتو، ولكن عباس لا يريد إحراج الأمريكيين باستخدام الفيتو، لذلك فإنه يفضل أن يخسر الآن وفوراً ومرة أخرى بالمقلوب.
من هذه الناحية؛ كان الأفضل ل”إسرائيل” ألا تسمح للمفاوضات السياسية بأن تنحدر نحو طريق مسدود، لكن بنيامين نتنياهو ليس معنياً بحل الدولتين لشعبين، وهو حل أهون الشرين، ولكنه لو أبدى كرماً زائداً تجاه الفلسطينيين ما كان ليخسر شيئاً من منظوره، ولكان اتضح مرة أخرى انه في الموضوع المتعب ل”إسرائيل” في علاقاتها مع أمريكا وأوروبا؛ أن أبا مازن رجل دولة متقلب مرة تلو الأخرى.)
المصدر – ترجمة أطلس
(إسرائيل) اليوم