أردوغان وحزبه:حرب معلنة على سورية والعرب – رشاد أبو شاور
بدأت تركيا الأردوغانية في التآمر على سورية تحت شعارات الديمقراطية، وحقوق الإنسان، وبادعاء الحرص على سورية، وقيادتها، وشعبها!
بالإعلان التركي الأمريكي عن تدريب ما يسمى بالمعارضة ( المعتدلة)، تكون تركيا قد أسفرت عن دورها الحقيقي في التآمر على سورية، والعرب أجمعين، مدفوعة بتشجيع أمريكي، لا يمكن النظر له على إنه محصور بسورية.
بدأت تركيا الأردوغانية في التآمر على سورية تحت شعارات الديمقراطية، وحقوق الإنسان، وبادعاء الحرص على سورية، وقيادتها، وشعبها!
ومع افتضاح دور الإخوان المسلمين في حرف الحراكات الشعبية المطلبية في تونس، ومصر، وليبيا، وامتدادها لسورية، وانكشاف مخطط الأخوان في مصر، أسفر أردوغان وحزبه عن طموحهما في الهيمنة على دولة الإخوان الممتدة من تونس إلى ليبيا إلى مصر، ف..سورية!
لكن سورية صمدت، وهذا ما أفقد أردوغان وحزبه صوابهما، فانتقلا للتآمر المعلن على سورية، وهو ما تجلى بفتح الحدود لكل مجموعات الإرهابيين، ودعمها لوجستيا، وافتتاح مخيمات للاجئين السوريين، وتشجيع الألوف على مغادرة بلدهم للمتاجرة بهم دوليا، والتشهير بالدولة السورية.
صمود سورية منح مصر وشعبها فرصة اكتشاف نوايا(حكم) الإخوان المسلمين، وجشعهم، واستبدادهم، والتقاء مصالحهم مع المصلحة الأمريكية التي رأت فيهم ( إسلاما) معتدلا، يمكن ( التحالف) معه، واستخدامه لتكريس الهيمنة على ( المنطقة)، مع طمأنة للكيان الصهيوني تجلت في برقية التهنئة التي أرسلها الرئيس الإخواني مرسي ( لصديقه) العزيز_ هكذا وصفه _ بيرس..بمناسبة عيد ( استقلال إسرائيل)!!
سقط حكم مرسي والإخوان بحراك شعبي زخم، واستعادت مصر إرادتها من براثن الإخوان، وانتخبت رئيسا بشكل ديمقراطي، وهذا ما أفقد أردوغان وحزبه صوابهما، فالمشروع_ الحلم أصيب في مقتل، بالتغيّر في مصر، وبتوالي انتصارات سورية على مجموعات الإرهاب والتخريب، التي افتضح تحالفها مع الكيان الصهيوني، سواء بتقديم العلاج للجرحى في مستشفياته، أو بتقديم المعلومات، وبتوظيفهم في مخطط إنشاء شريط حدودي يمتد من جنوب سورية، مرورا بالقنيطرة، ويهدد دمشق، ويمضي إلى الحدود اللبنانية، ولا يخفي أن من أغراضه الوقوف في وجه حزب الله، ومشاغلته، وإنهاكه!
أردوغان وحزبه يعرفان بالعلاقة بين حلفائهم( الجهاديين) والكيان الصهيوني، ولكن الهدف الموحد لهذا التحالف غير المقدس يجمعهم: تدمير سورية، واستبدال نظام الحكم بحكم الإخوان المسلمين.
ازداد أردوغان وحزبه سعارا بسبب صمود سورية، وسقوط حكم الأخوان في مصر، واضطرار إخوان تونس _ وقد فهموا الدرس _ للقبول بإرادة الشعب التونسي، وعدم تمكن إخوان ليبيا من اختطافها، وما يواجهونه من مقاومة رافضة لهيمنتهم.
والآن دعونا نتساءل:
من هي المعارضة ( المعتدلة) التي ستدرب تركيا وأمريكا مسلحيها؟
من أين سيحضرونهم؟
هل ينتمون لفصائل معارضة ( معتدلة) ؟ من هي هذه المعارضة المعتدلة..التي يئس منها، ونفض يديه، وأعلن عدم الثقة بها، حتى السفير الأمريكي السابق في دمشق ( فورد)، والمشهور بعدائه لسورية، ودعواته للتدخل العسكري فيها.
لقد جاءت خطوة الإعلان عن التحضير لتدريب ما يسمى بعناصر المعارضة المعتدلة بعد ما حققه الجيش العربي السوري في جنوب سورية، منطقة حوران، ومقابل القنيطرة، وإلحاق هزائم مبشرة، ومعركة حصار إرهابيي حلب، والتقدم في ريف حلف المتاخم لتركيا.
العناصر التي ستبدأ تركيا الأردوغانية في تدريبهم ليسوا سوى مرتزقة، سيتم جمعهم وإغوائهم بالمال، وهم لن يكونوا سوريين، وهم لا يأتمرون بأوامر معارضي مجلس اسطنبول ، والدوحة، والرياض..وإن كان التمويل سيتواصل من قطر والسعودية بتوجيه أمريكي.
مع بشائر فشل شريط حدودي مع الجولان، فإن أردوغان العثماني، وأمريكا، يعملون على إنقاذ مشروعهم من الفشل، والانهيار، بفضل بسالة الجيش العربي السورين وافتضاح عصابات الإرهاب من داعش إلى النصرة إلى جيش الإسلام.. بتجميع مرتزقة تحت اسم ( معارضة معتدلة) ليزجوا بهم في أتون حرب لا يريدون لها أن تنتهي.
السمسار أردوغان طمح أن تظهر في بلاد العرب دولة إسلامية ( إخونجية)، يكون هو الباب العالي، والمرجعية لها، وبهذا يصبح العثمانيون الجدد ( الوكلاء) في المنطقة، وينافس الكيان الصهيوني على الدور الوظيفي، بعد التخلص من سورية العربية، وجيشها العربي، وهوية مجتمعها، وينهى وجود حزب الله المقاوم.
هذا هو جوهر مشروع أردوغان وحزبه، فحرب أردوغان تمتد إلى مصر، وبمنتهى الوقاحة، والسعار..والسبب فداحة الخسارة التي منيت بها أحلامه، وطموحاته، والتي سيرتد فشلها فشلاً داخليا عليه وعلى حزبه.
أترون ما هو الدور التركي، الإخونجي، المتقاطع مع مصالح الكيان الصهيوني، والذي يتحرك تحت العباءة الأمريكية، والمموّل من أموال النفط والغاز العربي المسروق من شعوب أمتنا، والموظف لتدمير نهوضها، وعروبتها، و..إنهاء قضيتها المقدسة: فلسطين؟!