الرعب والفانتازيا والكوميديا بفيلم “الظلال المظلمة”!
هذا الفيلم الرائع (الذي لم يلقى الصدى المطلوب) واسمه “الظلال المظلمة” وهو من بطولة “جوني ديب ” الذي يتماهى عادة بشغف مع أدواره الغريبة المتنوعة ، فالأمر يتعلق بساحرة فتاكة خالدة ، عاقبت ديب لتعاليه ورفضه العنيد لحبها في العام 1772 ، ولقيامه بتفضيل فتاة جميلة وبريئة عليها، وتمكنت اخيرا بسحرها الأسود الطاغي من ان تفجر حقدها الدفين تجاهه، وهكذا دفنته حيا بعد أن كبلته بسلاسل حديدية متينة، وبعد أن حولته بسحرها الخرافي لمصاص دماء قاتل، وتسنح له الفرصة بعد مئتي عام تحديدا وفي العام 1972، وبفضل “أعمال انشاءآت وحفر في موقع مهجور” تمس قبره المنسي، فيخرج متعطشا للدماء من قبره الأبدي ، مهاجما بضراوة عشرة عمال مساكين لارواء عطشه المزمن، ثم يحصل صراع مافيوزي- اسطوري جديد بين عائلته (التي تعمل في تجارة السمك ) من جهة والساحرة المتنفذة التي عادت بشخصية جديدة مزيفة من جهة اخرى، رغبة منها لاحياء حقدها القديم ولتدمير عائلته ونفوذها، والطريف أنها تتمكن منه للمرة الثانية (بالايحاء والمعاشرة والسحر)، وتنجح بدفنه حيا بعد ان تغطي رأسه بسروالها الداخلي الأحمر (كتذكار للمغامرة العاطفية الأخيرة !)، وذلك قبل أن ينجح صبي يافع من الأحفاد في فك قيوده وانقاذه من الدفن حيا لمئتي سنة اخرى كما وعدته الساحرة الشريرة ! نجح هنا المخرج العبقري تيم بيرتون مع جوني ديب وباقي الفريق السينمائي في اخراج فيلم اسطوري حافل بالمؤثرات المدهشة، ومليء بالمشاهد المتنوعة الخارقة والقفشات الكوميدية المجازية، مستغلا عنصر الزمن وعودة مصاص دماء مهووس وبرجوازي عتيق للعيش ثانية مع أحفاده في قصره القديم المهجور في سبعينات القرن الماضي، بوجود ساحرة خالدة حقودة مهووسة ! وقد مكنته الشخصيات المتعددة الخرافية والعصرية، ومستويات الأجيال، والصراع المزمن المتجدد لمعالجة سينمائية مجازية ممتعة ومشوقة لحالتي “الضؤ والظلال المظلمة “! لكل الأسباب التي أسهبت في شرحها فأنت سترغب بالتأكيد كمشاهد ذواقة للعودة ثانية لمشاهدة هذه الأفلام والتمتع بمكوناتها الفنية الابداعية المختلفة، كما أني انسب ذلك لمعظم السينمائيين العرب لكي يتعلموا عناصر الادهاش والاثارة والتشويق والامتاع والاقناع، ولكي يتعلموا طرائق الابداع والتجديد في فن السينما!
مهند النابلسي (Mmman98@hotmail.com)/ كاتب وباحث وناقد سينمائي /