“mister mabsout”لبناني معادٍ لإيران.. سفير لواشنطن في بيروت
نشط كسياسي جمهوري وشارك في إدارة حملة ترامب في الولايات الشمالية
لديه اطلاع كبير على السياسية الداخليّة اللبنانيّة
صاحب مواقف حادّة من إيران وحزب الله
واشنطن ترى فيه خياراً ممتازاً لترجمة سياساتها في لبنان
تجلّت روابط الاهتمام الأميركي في لبنان، من بوّابة السياسية، إذ تتجه وزارة الخارجيّة الأميركية إلى تعيين الأميركي من أصل لبناني جوزيف عاقوري (جون عاقوري) بمنصب سفير الولايات المتحدة في بيروت خلفاً للسفيرة اليزابيت ريتشارد.
التغيير هذا يحمل في طياته العديد من الرسائل الداخليّة، ويصبّ في جوهر السياسات الأميركيّة المعدّلة في المنطقة، بعد وصول الجمهوري دونالد ترامب إلى كرسي البيت الأبيض.
يصف عاقوري المنحدر من أبٍ هاجر من مدينة طرابلس إلى ولاية ميشيغان قبل الحرب الأهلية، إذ ولد “جون”، بأنّه سياسي جمهوري يعتبر من الفريق الأقرب إلى الرئيس دونالد ترامب، وكان قد أدار حملته الرئاسية في الولايات الشمالية ونظّم له لقاءات عدّة هناك. يعتبر عاقوري أيضاً قريباً من مستشار الشؤون الخارجيّة لترامب إبّان حملته الانتخابيّة، الدكتور وليد فارس، اللّبنانيّ – الأميركي، أي أنّ عاقوري هو فرد من الحالة اللّبنانيّة التي سارت وعملت مع ترامب قبل وصوله إلى البيت الأبيض ورسمت أو شاركت برسم سياسته في المنطقة.
يبلغ من العمر 43 عاماً، دخل الحياة السياسيّة الأميركيّة من بوّابة الحزب الجمهوري الذي نشط بقطاعه في ميشيغان، وبات شخصية معروفة لدى أبناء الجاليّة اللّبنانيّة من خلال رئاسته لـ”غرفة التجارة الأميركية اللّبنانيّة” وانتخابه سابقاً كعضو في مجلس النوّاب في ميشيغن عن الحزب الجمهوري، وكان أصغر نائب في المجلس.
يلقّب بين أصدقاءه بـ”mister mabsout” نظراً لارتسام الضحكة بشكلٍ دائم على وجهه، لكن هذه الضحكة تخفي خلفها حدةً سياسيةً “جمهوريّة النكهة” إذ يوصف عاقوري بأنّه “من أشد المعادين للسياسية الإيرانيّة في المنطقة” وهو ما لم يخفيه على صفحته على “فايسبوك” التي حملت مواقف قاسية من إيران والرئيس السوري بشار الأسد كذلك حزب الله الذي يتهمه بـ”إزهاق أرواح الأميركيين في بيروت.. وعليه دفع الثمن”.
يردّد من الداخل اللّبنانيّ، أنّ السفير عاقوري كان من أوائل الذين ساندوا تحرّك 14 آذار في لبنان، وكان شديد الدعم لما يسمّى “المجلس العالمي لثورة الأرز” وهو لوبي لبناني نشط وينشط في الولايات المتحدة الأميركية ويسلّط الضوء على السياسات الداخليّة.
سياسياً، يدخل تعيين عاقوري في صلب سياسية الرئيس دونالد ترامب التي يريد من خلالها إرساء أفكاره السياسية من خلال شخصياتٍ تشاركه الموقف والمبادئ لتكون أذرعاً له داخل دولٍ أساسةٍ في صلب المعادلة في الإقليم، أمّا في المحيط السياسي اللّبنانيّ، فهناك رهان حول إمكانيّة أن يكون لـ”عاقوري” دور فاعل في تعزيز إمكانيّات الجيش اللّبنانيّ كذلك رفع مقام السياسية اللّبنانيّة ورفدها بدعمٍ من واشنطن.
أمّا أميركيّاً، يبدي مراقبون اعتقادهم أنَّ اختيار سفير من أصلٍ لبناني، وفاهم للوضع الداخلي ومطّلع عليه، ينمّ عن الاهتمام الأميركيّ في التحليل والمشاركة في فهمٍ قريبٍ للسياسة اللّبنانيّة، والاختيار الذي وقع على هذه الشخصيّة، يمكن استثماره أيضاً في مشروع مجابهة حزب الله من قبل دبلوماسي لديه القدرة على التواصل بشكلٍ أفضل مع المجتمع اللّبنانيّ ورسم سيناريوهات مكافحة حزب الله في الداخل.
ليبانون ديبايت
2017 – أيار – 27